الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

                                                                                                          3681 حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن رافع قالا حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب قال وكان أحبهما إليه عمر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا خارجة بن عبد الله ) بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري أبو زيد المدني ، وقد ينسب إلى جده صدوق له أوهام من السابعة . قوله : اللهم أعز الإسلام " أي : قوه وانصره واجعله غالبا على الكفر " بأبي جهل ، أو بعمر بن الخطاب " أي : للتنويع ، لا للشك ( قال ) أي : رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " وكان أحبهما إليه " أي : إلى الله سبحانه وتعالى ، وفي حديث ابن عباس الآتي فأصبح فغدا عمر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسلم ، وأخرج البخاري عن قيس عن عبد الله بن مسعود قال ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ، قال الحافظ أي : لما كان فيه من الجلد ، والقوة في أمر الله .

                                                                                                          وروى ابن أبي شيبة [ ص: 116 ] والطبراني من طريق القاسم بن عبد الرحمن قال : قال عبد الله بن مسعود كان إسلام عمر عزا وهجرته نصرا وإمارته رحمة والله ما استطعنا أن نصلي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر ، وقد ورد سبب إسلامه مطولا فيما أخرجه الدارقطني من طريق القاسم بن عثمان عن أنس قال : خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من بني زهرة فذكر قصة دخول عمر على أخته وإنكاره إسلامها وإسلام زوجها سعيد بن زيد ، وقراءته سورة طه ورغبته في الإسلام فخرج خباب فقال : أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لك " اللهم أعز الإسلام بعمر ، أو بعمرو بن هشام " وفي فضائل الصحابة لخيثمة من طريق أبي وائل عن ابن مسعود قال قال " اللهم أيد الإسلام بعمر " ومن حديث علي مثله بلفظ أعز ، وفي حديث عائشة مثله أخرجه الحاكم بإسناد صحيح . انتهى . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) قال الحافظ بعد ذكر هذا الحديث ونقل كلام الترمذي هذا وصححه ابن حبان أيضا ، وفي إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال لكن له شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي أيضا ومن حديث أنس يعني : المذكور في كلامه المتقدم .




                                                                                                          الخدمات العلمية