الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب في خاتم النبوة

                                                                                                          3643 حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسمعيل عن الجعد بن عبد الرحمن قال سمعت السائب بن يزيد يقول ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابن أختي وجع فمسح برأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه فقمت خلف ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه فإذا هو مثل زر الحجلة قال أبو عيسى الزر يقال بيض لها وفي الباب عن سلمان وقرة بن إياس المزني وجابر بن سمرة وأبي رمثة وبريدة الأسلمي وعبد الله بن سرجس وعمرو بن أخطب وأبي سعيد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب : ما جاء في خاتم النبوة ) بكسر التاء أي : فاعل الختم وهو الإتمام ، والبلوغ إلى الآخر وبفتح التاء بمعنى الطابع ومعناه الشيء الذي هو دليل على أنه لا نبي بعده ، وقال القاضي البيضاوي خاتم النبوة أثر بين كتفيه نعت به في الكتب المتقدمة ، وكان علامة يعلم بها أنه النبي الموعود وصيانة لنبوته عن تطرق القدح إليها صيانة الشيء المستوثق بالختم ذكره العيني ، وهل ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بخاتم النبوة ، أو وضع حين ولد ، أو عند شق صدره ، أو حين نبئ أقوال قال الحافظ : أثبتها الثالث ، وبه جزم عياض .

                                                                                                          قوله : ( عن الجعد بن عبد الرحمن ) بن أوس وقد ينسب إلى جده وقد يصغر ، من [ ص: 88 ] الخامسة . قوله : ( إن ابن أختي ) اسمها علية بضم المهملة وسكون اللام بعدها موحدة بنت شريح أخت مخرمة بن شريح ( وجع ) بكسر الجيم أي : مريض وجاء بلفظ الفعل الماضي مبينا للفاعل ، والمراد أنه كان يشتكي رجله كما ثبت في غير هذا الطريق ( فمسح برأسي ) الباء زائدة .

                                                                                                          قال عطاء مولى السائب كان مقدم رأس السائب أسود وهو الموضع الذي مسحه النبي -صلى الله عليه وسلم- من رأسه وشاب ما سوى ذلك رواه البيهقي ، والبغوي ذكره القسطلاني ( من وضوئه ) بفتح الواو أي : من الماء المتقاطر من أعضائه المقدسة ( فنظرت إلى الخاتم ) ، وفي رواية للبخاري إلى خاتم النبوة بين ( كتفيه ) ، وفي حديث عبد الله بن سرجس عند مسلم أنه كان إلى جهة كتفه اليسرى ( مثل زر الحجلة ) الزر بكسر الزاي وتشديد الراء ، والحجلة بفتح الحاء ، والجيم واحدة الحجال .

                                                                                                          قال الجزري في النهاية الزر : واحد الأزرار التي يشد بها الكلل والستور على ما يكون في حجلة العروس وقيل : إنما هو بتقديم الراء على الزاي ويريد بالحجلة القبجة مأخوذ من أزرت الجرادة إذا كبست ذنبها في الأرض فباضت ويشهد له ما رواه الترمذي في كتابه بإسناده عن جابر بن سمرة : وكان خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي بين كتفيه غدة حمراء مثل بيضة الحمامة . انتهى ، وقال في مادة ( ح ج ل ) الحجلة بالتحريك بيت كالقبة يستر بالثياب وتكون له أزرار كبار وتجمع على حجال . انتهى ، وقال النووي : زر الحجلة بزاي ثم راء ، والحجلة بفتح الحاء ، والجيم هذا هو الصحيح المشهور ، والمراد بالحجلة واحدة الحجال وهي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى هذا هو الصواب المشهور الذي قاله الجمهور ، وقال بعضهم المراد بالحجلة الطائر المعروف وزرها بيضتها وأشار إليه الترمذي وأنكره عليه العلماء ، وقال الخطابي وروي أيضا بتقديم الراء ويكون المراد البيض يقال : أزرت الجرادة بفتح الراء وتشديد الزاي إذا كبست ذنبها في الأرض فباضت . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن سلمان وقرة بن إياس المزني وجابر بن سمرة وأبي رمثة وبريدة وعبد الله بن سرجس وعمرو بن أخطب وأبي سعيد ) أما حديث سلمان فأخرجه الترمذي في الشمائل ، وأما حديث قرة بن إياس فأخرجه أحمد ، [ ص: 89 ] وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه الترمذي بعد هذا ، وأما حديث أبي رمثة وحديث بريدة فأخرجهما أحمد ، وأما حديث عبد الله بن سرجس فأخرجه أحمد ومسلم والترمذي في الشمائل ، وأما حديث عمرو بن أخطب فأخرجه أحمد ، وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الترمذي في الشمائل .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه البخاري في الطهارة ، وفي صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وفي الطب ، وفي الدعوات ، وأخرجه مسلم في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- والنسائي في الطب .




                                                                                                          الخدمات العلمية