الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 137 ] [فصل]

في بيان عدد السجدات ومحلها

أما عددها المختار الذي قاله الشافعي رحمه الله والجماهير أنها أربع عشرة سجدة:

1 - في الأعراف.

2 – والرعد.

3 – والنحل.

4 – وسبحان.

5 – ومريم.

6 - وفي الحج سجدتان.

7 - وفي الفرقان.

8 – والنمل.

9 – والم.

10 - وحم السجدة.

[ ص: 138 ] 11 - والنجم

12 - وإذا السماء انشقت.

13 - واقرأ باسم ربك.

وأما سجدة (ص) فمستحبة، فليست من عزائم السجود، أي متأكد أنه ثبت في صحيح البخاري، عن ابن عباس - رضي الله عنهما – قال: ص ليست من عزائم السجود، وقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد فيها هذا مذهب الشافعي ومن قال مثله.

وقال أبو حنيفة : هي أربع عشره أيضا، لكن أسقط الثانية من الحج، وأثبت سجدة (ص) وجعلها من العزائم.

وعن أحمد روايتان:

إحداهما كالشافعي .

والثانية: خمس عشرة، زاد (ص) وهو قول أبي العباس بن شريح ، وأبي إسحاق المروزي من أصحاب الشافعي .

وعن مالك روايتان:

إحداهما كالشافعي .

وأشهرهما إحدى عشرة، أسقط النجم، و(إذا السماء انشقت) و(اقرأ) وهو قول قديم للشافعي ، والصحيح ما قدمناه، والأحاديث الصحيحة تدل عليه.

وأما محلها :

فسجدة الأعراف في آخرها.

والرعد عقيب قوله عز وجل: بالغدو والآصال

والنحل: ويفعلون ما يؤمرون

وفي سبحان: ويزيدهم خشوعا

[ ص: 139 ] وفي مريم: خروا سجدا وبكيا

والأولى من سجدتي الحج: إن الله يفعل ما يشاء والثانية: وافعلوا الخير لعلكم تفلحون

والفرقان: وزادهم نفورا

والنمل: رب العرش العظيم

والم تنزيل: وهم لا يستكبرون

وحم: لا يسأمون

والنجم في آخرها.

وإذا السماء انشقت: لا يسجدون

واقرأ في آخرها.

ولا خلاف يعتد به في شيء من مواضعها إلا التي في حم؛ فإن العلماء اختلفوا فيها، فذهب الشافعي وأصحابه أنه ما ذكرناه أنها عقيب (يسأمون) وهذا مذهب سعيد بن المسيب ، ومحمد بن سيرين ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، وسفيان الثوري ، وأبي حنيفة ، وأحمد ، وإسحاق بن راهويه .

وذهب آخرون إلى أنها عقيب قوله تعالى: إن كنتم إياه تعبدون حكاه ابن المنذر ، عن عمر بن الخطاب ، والحسن البصري ، وأصحاب عبد الله بن مسعود ، وإبراهيم النخعي ، وأبي صالح ، وطلحة بن مصرف ، وزبير بن الحرث ، ومالك بن أنس ، والليث بن سعد ، وهو وجه لبعض أصحاب الشافعي ، حكاه البغوي في التهذيب.

وأما قول أبي الحسن علي بن سعيد العبد من أصحابنا في كتابه [الكفاية] في اختلاف الفقهاء عندنا أن سجدة النمل هي عند قوله تعالى: ويعلم ما تخفون وما تعلنون قال: وهذا مذهب أكثر الفقهاء.

[ ص: 140 ] وقال مالك : هي عند قوله تعالى: رب العرش العظيم فهذا الذي نقله عن مذهبنا.

ومذهب أكثر الفقهاء غير معروف ولا مقبول، بل غلط ظاهر، وهذه كتب أصحابنا مصرحة بأنها عند قوله تعالى: رب العرش العظيم

التالي السابق


الخدمات العلمية