الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه آية 47

                                          [6458] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن مزاحم ، عن [ ص: 1148 ] بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه قال: فأمر القسيسين والرهبان أن يحكموا بما أنزل الله في التوراة قبل أن ينزل الإنجيل، فكفر من كفر من أهل التوراة والإنجيل، فكذبهم محمد صلى الله عليه وسلم بقولهم إن عزيرا ابن الله، والمسيح ابن مريم ابن الله، وأن الله ثالث ثلاثة، وأن عيسى هو الله، وأن يد الله مغلولة، وأن الله فقير وهم أغنياء، ولو أنهم حكموا بالرجم والقصاص والجراحات لكانوا كفارا بالله بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم وقولهم على الله الكذب والبهتان.

                                          قوله تعالى: بما أنزل الله

                                          [6459] وبه عن مقاتل بن حيان ، قوله: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه قال: في الإنجيل.

                                          قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله

                                          [6460] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي ، فيما كتب إلي، ثنا أصبغ بن الفرج ، قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، يقول في قوله: ومن لم يحكم بما أنزل الله قال: هذا الحكم لكتابه قال: ومن لم يحكم أيضا في أهل الإنجيل بذلك فأولئك هم الفاسقون.

                                          [6461] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا معاوية ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن البراء ، قال: فأنزل الله فأولئك هم الفاسقون في الكفار كلها.

                                          والوجه الثاني:

                                          [6462] حدثنا أبي ، ثنا أبو زياد القطان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا خبيب بن سليم، قال: سمعت الحسن ، يقول: أنزلت في أهل الكتاب أنهم تركوا أحكام الله كلها في هذه الآية ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون

                                          الوجه الثالث:

                                          [6463] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، ثنا الثوري ، عن زكريا ، عن [ ص: 1149 ] الشعبي ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون قال: أنزلت في النصارى.

                                          [6464] حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، في قوله: فأولئك هم الفاسقون قال: فسق دون فسق وروي عن ابن طاوس مثل ذلك.

                                          [6465] ذكر سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، عن ابن جريج ، عن مجاهد، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون العاصون.

                                          [6466] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي ، فيما كتب إلي، ثنا أصبغ بن الفرج ، قال: سمعت عبد الله بن زيد بن أسلم ، يقول في قوله: فأولئك هم الفاسقون قال: الكاذبون.

                                          الوجه الخامس:

                                          [6467] حدثني أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون الآيات. قال: نزلت في بني إسرائيل ورضي بها لهؤلاء.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية