الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          [ ص: 1144 ] قوله تعالى: وكتبنا عليهم

                                          [6436] حدثنا أبي ، ثنا أبو الوليد عبد الملك بن الأصبغ بن محمد بن مرزوق، ثنا الوليد ، ثنا أبو عمرو الأوزاعي ، حدثني النضر بن عمرو المقرئ، عن الحسن ، وسألته، عن قول الله: وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس إلى تمام الآية فهي عليهم خاصة قال: عليهم والناس عامة.

                                          قوله تعالى فيها

                                          [6437] حدثنا أبي ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، قوله: وكتبنا عليهم فيها قال مجاهد: يقول ابن عباس : إن على بني إسرائيل القصاص في القتلى، ليس بينهم دية في نفس ولا جرح، وذلك قول الله تعالى: وكتبنا عليهم فيها في التوراة، فخفف الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فجعل عليهم الدية في النفس. وروي عن مقاتل بن حيان قال: كتبنا عليهم في التوراة.

                                          قوله: أن النفس بالنفس

                                          [6438] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: النفس بالنفس قال: تقتل النفس بالنفس.

                                          [6439] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله: النفس بالنفس يعني: نفس المسلم الحر بنفس المسلم الحر وبالمسلمة إذا كان عمدا.

                                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يقتل مؤمن بكافر".

                                          قوله تعالى: والعين بالعين

                                          [6440] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قال: وتفقأ العين بالعين يعني قوله: والعين بالعين

                                          [6441] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني الليث ، حدثني عقيل ، ويونس - والسياق [ ص: 1145 ] لعقيل - قال: سألت ابن شهاب عن رجل أعور فقأ عين صحيح أتفقأ عينه الباقية فيكون أعمى؟ قال: قضاء الله في كتابه أن العين بالعين فعينه وإن كانت بقية بصره.

                                          قوله تعالى: والأنف بالأنف

                                          [6442] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس يعني: قوله والأنف بالأنف قال: ويقطع الأنف بالأنف.

                                          قوله تعالى والأذن بالأذن

                                          [6443] قرئ على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس بن يزيد ، عن ربيعة ، أنه قال في رجل وقع به قوم فقطعوا أذنيه، قال: أرى أن يصنع لهم مثل الذي صنعوا به.

                                          قوله تعالى: والسن بالسن

                                          [6444] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد الأحمر ، عن حميد ، عن أنس، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاقتصاص من السن، وقال: كتاب الله القصاص.

                                          قوله تعالى: والجروح قصاص

                                          [6445] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس يعني قوله: والجروح قصاص قال: يقتص الجراح بالجراح، فهذا يستوي فيه أحرار المسلمين فيما بينهم رجالهم ونساؤهم فيما بينهم إذا كان عمدا في النفس وكما دون النفس، ويستوي فيه العبيد رجالهم ونساؤهم فيما بينهم إذا كان عمدا في النفس وما دون النفس.

                                          [6446] حدثنا أبو يزيد القراطيسي ، فيما كتب إلي أصبغ بن الفرج ، قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، يقول في قوله: والجروح قصاص بعضها ببعض.

                                          قوله تعالى: فمن تصدق به

                                          [6447] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: فمن تصدق به يقول: فمن عفا عنه وتصدق عليه فهو كفارة للمطلوب وأجر للطالب.

                                          [ ص: 1146 ] قوله تعالى: فهو كفارة له

                                          [6448] حدثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، عن قيس بن مسلم ، قال: عن طارق بن شهاب، يحدث عن الهيثم بن العريان النخعي، قال: رأيت عبد الله بن عمرو ، عند معاوية أحمر شبيها بالموالي، فسألته عن قول الله تعالى: فمن تصدق به فهو كفارة له قال: يهدم عنه من ذنوبه بقدر ما تصدق به.

                                          [6449] حدثنا الحسن بن محمد بن شيبة الواسطي، حدثنا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قوله: فمن تصدق به فهو كفارة له للجارح وأجر الجريح على الله وروي عن خيثمة بن عبد الرحمن ، ومجاهد ، وإبراهيم في أحد قوليه وعامر الشعبي ، وجابر بن زيد نحو ذلك.

                                          والوجه الثاني:

                                          حدثنا أبي، ثنا حماد بن زاذان، ثنا حرمي يعني ابن عمارة، ثنا شعبة ، عن عمارة يعني ابن أبي حفصة، عن رجل، عن جابر بن عبد الله ، في قول الله فمن تصدق به فهو كفارة له قال: للجروح. وروي عن الحسن البصري، وإبراهيم النخعي في أحد قوليه وأبي إسحاق الهمداني نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله

                                          [6450] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: ومن لم يحكم بما أنزل الله يقول: من جحد شيئا من حدود الله فقد كفر، ومن أمر بها ولم يحكم بها فهو ظالم فاسق.

                                          قوله تعالى: فأولئك هم الظالمون

                                          [6451] حدثنا أحمد بن سنان الواسطي ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن البراء ، قوله: فأولئك هم الظالمون قال: أنزلت في اليهود. وروي عن ابن عباس ، والشعبي ، والحسن ، ومقاتل بن حيان نحو ذلك.

                                          الوجه الثاني:

                                          [6452] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قوله: فأولئك هم الظالمون قال: ظلم دون ظلم.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية