nindex.php?page=treesubj&link=1565التأمين

[فصل]

يستحب لكل قارئ كان في الصلاة أو في غيرها إذا فرغ من الفاتحة أن يقول: (آمين).

والأحاديث في ذلك كثيرة مشهورة، وقد قدمنا في الفصل قبله أنه يستحب أن يفصل بين آخر الفاتحة و(آمين) بسكتة لطيفة.

ومعناه: اللهم استجب، وقيل: كذلك فليكن، وقيل: افعل، وقيل: معناه: لا يقدر على هذا أحد سواك، وقيل: معناه: لا تخيب رجاءنا، وقيل: معناه: اللهم آمنا بخير، وقيل: هو طابع لله على عباده يدفع به عنهم الآفات، وقيل: هي درجة في الجنة يستحقها قائلها، وقيل: هو اسم من أسماء الله تعالى، وأنكر المحققون والمجاهير هذا، وقيل: هو اسم عبراني غير معرب.

وقال أبو بكر الوراق :

هو قوة للدعاء واستنزال للرحمة، وقيل غير ذلك.

وفي آمين لغات، قال العلماء: أفصحها (آمين) بالمد وتخفيف [ ص: 134 ] الميم. والثانية بالقصر، وهاتان مشهورتان. والثالثة آمين بالإمالة مع المد، حكاها nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي عن nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي . والرابعة بتشديد الميم مع المد، حكاها عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن والحسين بن الفضيل .

قال: ويحقق ذلك ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر الصادق - رضي الله عنه - قال: معناه: قاصدين نحوك، وأنت أكرم من أن تخيب قاصدا، هذا كلام nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي .

وهذه الرابعة غريبة جدا، فقد عدها أكثر أهل اللغة من لحن العوام.

وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته.

قال أهل العربية: حقها في العربية الوقف؛ لأنها بمنزلة الأصوات، فإذا وصلها فتح النون لالتقاء الساكنين، كما فتحت في (أين) و(كيف) فلم تكسر لثقل الكسرة بعد الياء.

فهذا مختصر مما يتعلق بلفظ آمين، وقد بسطت القول فيها بالشواهد وزيادة الأقوال في كتاب (تهذيب الأسماء واللغات).

قال العلماء: ويستحب nindex.php?page=treesubj&link=1565التأمين في الصلاة للإمام والمنفرد ، ويجهر الإمام والمنفرد بلفظ (آمين) في الصلاة الجهرية.

واختلفوا في nindex.php?page=treesubj&link=1565جهر المأموم :

والصحيح: أنه يجهر.

والثاني: لا يجهر.

والثالث: يجهر إن كان جمعا كثيرا، وإلا فلا.

ويكون nindex.php?page=treesubj&link=1565تأمين المأموم مع تأمين الإمام ، لا قبله ولا بعده؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح: [ ص: 135 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=710020إذا قال الإمام: (ولا الضالين) فقولوا: (آمين) فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له ما تقدم من ذنبه .

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح: nindex.php?page=hadith&LINKID=650738إذا أمن الإمام فأمنوا فمعناه: إذا أراد التأمين.

قال أصحابنا: وليس في الصلاة موضع يستحب أن يقترن قول المأموم بقول الإمام إلا في قوله (آمين) وأما في الأقوال الباقية فيتأخر قول المأموم.

nindex.php?page=treesubj&link=1565التَّأْمِينُ

[فَصْلٌ]

يُسْتَحَبُّ لِكُلِّ قَارِئٍ كَانَ فِي الصَّلَاةِ أَوْ فِي غَيْرِهَا إِذَا فَرَغَ مِنَ الْفَاتِحَةِ أَنْ يَقُولَ: (آمِينَ).

وَالْأَحَادِيثُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مَشْهُورَةٌ، وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي الْفَصْلِ قَبْلَهُ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُفْصَلَ بَيْنَ آخِرِ الْفَاتِحَةِ وَ(آمِينَ) بِسَكْتَةٍ لَطِيفَةٍ.

وَمَعْنَاهُ: اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ، وَقِيلَ: كَذَلِكَ فَلْيَكُنْ، وَقِيلَ: افْعَلْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: لَا يَقْدِرُ عَلَى هَذَا أَحَدٌ سِوَاكَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: لَا تُخَيِّبْ رَجَاءَنَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: اللَّهُمَّ آمِنَّا بِخَيْرٍ، وَقِيلَ: هُوَ طَابَعٌ لِلَّهِ عَلَى عِبَادِهِ يَدْفَعُ بِهِ عَنْهُمُ الْآفَاتِ، وَقِيلَ: هِيَ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ يَسْتَحِقُّهَا قَائِلُهَا، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْكَرَ الْمُحَقِّقُونَ وَالْمَجَاهِيرُ هَذَا، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ عَبْرَانِيٌّ غَيْرُ مُعَرَّبٍ.

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ :

هُوَ قُوَّةٌ لِلدُّعَاءِ وَاسْتِنْزَالٌ لِلرَّحْمَةِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.

وَفِي آمِينَ لُغَاتٌ، قَالَ الْعُلَمَاءُ: أَفْصَحُهَا (آمِينَ) بِالْمَدِّ وَتَخْفِيفِ [ ص: 134 ] الْمِيمِ. وَالثَّانِيَةُ بِالْقَصْرِ، وَهَاتَانِ مَشْهُورَتَانِ. وَالثَّالِثَةُ آمِينَ بِالْإِمَالَةِ مَعَ الْمَدِّ، حَكَاهَا nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ . وَالرَّابِعَةُ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ مَعَ الْمَدِّ، حَكَاهَا عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بْنِ الْفُضَيْلِ .

قَالَ: وَيُحَقِّقُ ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرٍ الصَّادِقِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: مَعْنَاهُ: قَاصِدِينَ نَحْوَكَ، وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُخَيِّبَ قَاصِدًا، هَذَا كَلَامُ nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ .

وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ غَرِيبَةٌ جِدًّا، فَقَدْ عَدَّهَا أَكْثَرُ أَهْلِ اللُّغَةِ مِنْ لَحْنِ الْعَوَامِّ.

وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: مَنْ قَالَهَا فِي الصَّلَاةِ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ.

قَالَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ: حَقُّهَا فِي الْعَرَبِيَّةِ الْوَقْفُ؛ لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ الْأَصْوَاتِ، فَإِذَا وَصَلَهَا فَتَحَ النُّونَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، كَمَا فُتِحَتْ فِي (أَيْنَ) وَ(كَيْفَ) فَلَمْ تُكْسَرْ لِثِقَلِ الْكَسْرَةِ بَعْدَ الْيَاءِ.

فَهَذَا مُخْتَصَرٌ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِلَفْظِ آمِينَ، وَقَدْ بَسَطْتُ الْقَوْلَ فِيهَا بِالشَّوَاهِدِ وَزِيَادَةِ الْأَقْوَالِ فِي كِتَابِ (تَهْذِيبِ الْأَسْمَاءِ وَاللُّغَاتِ).

قَالَ الْعُلَمَاءُ: وَيُسْتَحَبُّ nindex.php?page=treesubj&link=1565التَّأْمِينُ فِي الصَّلَاةِ لِلْإِمَامِ وَالْمُنْفَرِدِ ، وَيَجْهَرُ الْإِمَامُ وَالْمُنْفَرِدُ بِلَفْظِ (آمِينَ) فِي الصَّلَاةِ الْجَهْرِيَّةِ.

وَاخْتَلَفُوا فِي nindex.php?page=treesubj&link=1565جَهْرِ الْمَأْمُومِ :

وَالصَّحِيحُ: أَنَّهُ يَجْهَرُ.

وَالثَّانِي: لَا يَجْهَرُ.

وَالثَّالِثُ: يَجْهَرُ إِنْ كَانَ جَمْعًا كَثِيرًا، وَإِلَّا فَلَا.

وَيَكُونُ nindex.php?page=treesubj&link=1565تَأْمِينُ الْمَأْمُومِ مَعَ تَأْمِينِ الْإِمَامِ ، لَا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّحِيحِ: [ ص: 135 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=710020إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: (وَلَا الضَّالِّينَ) فَقُولُوا: (آمِينَ) فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .

وَأَمَّا قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّحِيحِ: nindex.php?page=hadith&LINKID=650738إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَمَعْنَاهُ: إِذَا أَرَادَ التَّأْمِينَ.

قَالَ أَصْحَابُنَا: وَلَيْسَ فِي الصَّلَاةِ مَوْضِعٌ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْتَرِنَ قَوْلُ الْمَأْمُومِ بِقَوْلِ الْإِمَامِ إِلَّا فِي قَوْلِهِ (آمِينَ) وَأَمَّا فِي الْأَقْوَالِ الْبَاقِيَةِ فَيَتَأَخَّرُ قَوْلُ الْمَأْمُومِ.