الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2792 - خطبة النجاشي على نكاح أم حبيبة

                                                                                            6823 - أخبرناه الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ، ثنا السري بن خزيمة ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد بن سلمة ، أنبأ ثابت ، عن ابن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " إذا أصابت أحدكم مصيبة فليقل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها " ، وكنت إذا أردت أن أقول وأبدلني بها خيرا منها قلت : ومن خير من أبي سلمة ؟ فلم أزل حتى قلتها ، فلما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته وخطبها عمر ، فردته فبعث إليها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ليخطبها فقالت : مرحبا برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وبرسوله ، أقرئ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - السلام وأخبره أني امرأة مصبية غيرى ، وأنه ليس أحد من أوليائي شاهد ، فبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - " أما قولك : إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك ، وأما قولك : إني غيرى فسأدعو الله أن يذهب غيرتك ، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني " ، فقالت لابنها : قم يا عمر فزوج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فزوجها إياه ، وقال لها : لا أنقصك مما أعطيت أختك فلانة جرتين ورحاتين ووسادة من أدم حشوها ليف ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يأتيها وهي ترضع [ ص: 22 ] زينب ، فكانت إذا جاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أخذتها فوضعتها في حجرها ترضعها ، قالت : فكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حييا كريما فيرجع ، ففطن لها عمار بن ياسر وكان أخا لها من الرضاعة ، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يأتيها ذات يوم ، فجاء عمار فدخل عليها فانتشط زينب من حجرها ، وقال : دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي قد آذيت بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فدخل يقلب بصره في البيت ويقول : " أين زناب ، ما لي لا أرى زناب ؟ " فقالت : جاء عمار فذهب بها فبنى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأهله ، وقال : " إن شئت أن أسبع لك سبعت للنساء " .

                                                                                            هذا حديث صحيح الإسناد ، فإن ابن عمر بن أبي سلمة الذي لم يسمه حماد بن سلمة في هذا الحديث سماه غيره سعيد بن عمر بن أبي سلمة ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية