الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء أن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء

                                                                                                          369 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التسبيح للرجال والتصفيق للنساء قال وفي الباب عن علي وسهل بن سعد وجابر وأبي سعيد وابن عمر وقال علي كنت إذا استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي سبح قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح والعمل عليه عند أهل العلم وبه يقول أحمد وإسحق

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( التسبيح للرجال ) أي قول سبحان الله إذا ناب شيء في الصلاة ( والتصفيق للنساء ) وقع في بعض الروايات التصفيح للنساء . قال الحافظ زين الدين العراقي المشهور : إن معناهما واحد ، قال عقبة : والتصفيح التصفيق ، وكذا قال أبو علي البغدادي والخطابي والجوهري . وقال ابن حزم : لا خلاف في أن التصفيح والتصفيق بمعنى واحد وهو الضرب بإحدى صفحتي الكف على الأخرى . قال العراقي : وما ادعاه من نفي الخلاف ليس بجيد بل فيه قولان آخران أنهما مختلفا المعنى أحدهما أن التصفيح الضرب بظاهر إحداهما على الأخرى ، والتصفيق الضرب بباطن إحداهما على باطن الأخرى . حكاه صاحب الإكمال وصاحب المفهم ، والقول الثاني أن التصفيح الضرب بأصبعين للإنذار والتنبيه ، وبالقاف بالجميع للهو واللعب وروى أبو داود في سننه عن عيسى بن [ ص: 306 ] أيوب أن التصفيح الضرب بأصبعين من اليمين على باطن الكف اليسرى كذا في النيل . والحديث دليل على جواز التسبيح للرجال والتصفيق للنساء إذا ناب أمر من الأمور .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن علي وسهل بن سعد وجابر وأبي سعيد وابن عمر ) أما حديث علي فأخرجه أحمد . وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود بلفظ : من نابه شيء في صلاته فليسبح فإنما التصفيق للنساء ، وحديثه طويل وهذا طرف منه ، وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة ، وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن عدي في الكامل ، وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه .

                                                                                                          قوله . ( قال علي : كنت إذا استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي سبح ) أخرجه أحمد وابن ماجه والنسائي وصححه ابن السكن . وقال البيهقي هذا مختلف في إسناده ومتنه ، وقيل : سبح وقيل تنحنح ومداره على عبد الله بن نجي ، قال الحافظ واختلف عليه فيه فقيل : عن علي ، وقيل : عن أبيه عن علي ، قال البخاري : فيه نظر ، وضعفه غيره ووثقه النسائي وابن حبان ، وقال يحيى بن معين : لم يسمعه عبد الله عن علي بينه وبين علي أبوه . قوله : ( حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح ) أخرجه الجماعة .




                                                                                                          الخدمات العلمية