الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء ما يقول إذا نزل منزلا

                                                                                                          3437 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الحارث بن يعقوب عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم السلمية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح وروى مالك بن أنس هذا الحديث أنه بلغه عن يعقوب بن الأشج فذكر نحو هذا الحديث وروي عن ابن عجلان هذا الحديث عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج ويقول عن سعيد بن المسيب عن خولة قال وحديث الليث أصح من رواية ابن عجلان

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا الليث ) هو ابن سعد ( عن الحارث بن يعقوب ) الأنصاري مولاهم المصري ثقة عابد من الخامسة ( عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج ) أبي يوسف المدني مولى قريش ثقة من الخامسة . قوله : ( أعوذ بكلمات الله التامات ) قال الهروي وغيره : الكلمات هي القرآن والتامات قيل هي الكاملات ، والمعنى أنه لا يدخلها نقص ولا عيب كما يدخل في كلام الناس ، وقيل هي النافعات الكافيات الشافيات من كل ما يتعوذ منه ( حتى يرتحل ) أي ينتقل ، وفيه رد على ما كان يفعله أهل الجاهلية من كونهم إذا نزلوا منزلا قالوا : نعوذ بسيد هذا الوادي ويعنون به كبير الجن ، ومنه قوله تعالى في سورة الجن : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا . قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) وأخرجه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن أبي شيبة وابن خزيمة في صحيحه ( وروى مالك بن أنس هذا الحديث أنه بلغه عن يعقوب بن الأشج إلخ ) وفي الموطأ : مالك عن الثقة عنده عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد [ ص: 280 ] إلخ ( وروي عن ابن عجلان هذا الحديث عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج ويقول عن سعيد بن المسيب عن خولة ) رواه أحمد من هذا الطريق ففي مسنده حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا وهيب بن خالد قال : حدثنا محمد بن عجلان عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن سعيد بن المسيب عن سعد عن خولة بنت حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن أحدكم إذا نزل منزلا ، الحديث " ( وحديث الليث أصح من رواية ابن عجلان ) لأن الحارث بن يعقوب أحفظ من ابن عجلان .




                                                                                                          الخدمات العلمية