الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2773 - ذكر أداء الصداق قبل البناء

                                                                                            6773 - قال ابن عمر : فحدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن ، عن ريطة ، عن عمرة عن عائشة - رضي الله عنها - أنها سئلت متى بنى بك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ فقالت : لما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى المدينة خلفنا وخلف بناته ، فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه ، وأعطاهم بعيرين وخمسمائة درهم أخذها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في المدينة من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر ، وبعث أبو بكر - رضي الله عنه - معهما عبد الله بن أريقط الديلي ببعيرين أو ثلاثة ، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير فخرجوا مصطحبين ، فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة ، ثم دخلوا مكة جميعا وصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة بآل أبي بكر فخرجنا جميعا ، وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد ، وخرج عبد الله بن أبي بكر بأم رومان وأختيه ، وخرج طلحة بن عبيد الله واصطحبنا جميعا ، حتى إذا كنا بالبيض من منى نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي ، فجعلت أمي تقول : وابنتاه واعروساه ، حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لفت فسلم ، ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبي بكر ، ونزل آل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يومئذ يبني المسجد وأبياتا حول المسجد ، فأنزل فيها أهله ، ومكثنا أياما في منزل أبي بكر - رضي الله عنه - ، قال أبو بكر : يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : الصداق ، فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشا ، فبعث بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلينا ، وبنى بي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في بيتي هذا الذي أنا فيه ، وهو الذي توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ودفن فيه ، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لنفسه بابا في المسجد وجاه باب عائشة ، قالت : وبنى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بسودة في أحد ثلاث البيوت التي إلى جنبي ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يكون عندها ، قال : وتوفيت عائشة - رضي الله عنها - سنة ثمان وخمسين في شهر رمضان .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية