الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          3407 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن الجريري عن أبي العلاء بن الشخير عن رجل من بني حنظلة قال صحبت شداد بن أوس رضي الله عنه في سفر فقال ألا أعلمك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك لسانا صادقا وقلبا سليما وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم وأستغفرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب قال أبو عيسى هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه والجريري هو سعيد بن إياس أبو مسعود الجريري وأبو العلاء اسمه يزيد بن عبد الله بن الشخير

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( ألا أعلمك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول ) وفي رواية أحمد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا أو قال في دبر صلاتنا ( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ) [ ص: 249 ] أي الدوام على الدين ولزوم الاستقامة عليه ( وأسألك عزيمة الرشد ) هي الجد في الأمر بحيث ينجز كل ما هو رشد من أموره ، والرشد بضم الراء المهملة وإسكان الشين المعجمة هو الصلاح والفلاح والصواب ، وفي رواية لأحمد : أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد أي عقد القلب على إمضاء الأمر " وأسألك شكر نعمتك " أي التوفيق لشكر إنعامك ( وحسن عبادتك ) أي إيقاعها على الوجه الحسن المرضي " وأسألك لسانا صادقا " أي محفوظا من الكذب " وقلبا سليما " أي عن عقائد فاسدة وعن الشهوات " أعوذ بك من شر ما تعلم " أي ما تعلمه أنت ولا أعلمه أنا " وأستغفرك مما تعلم " مني من تفريط " إنك أنت علام الغيوب " أي الأشياء الخفية التي لا ينفذ فيها ابتداء إلا علم اللطيف الخبير " ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة " وفي رواية أحمد : ما من رجل يأوي إلى فراشه فيقرأ سورة " إلا وكل الله به ملكا " أي أمره بأن يحرسه من المضار وهو استثناء مفرغ " فلا يقربه " بفتح الراء ( شيء يؤذيه ) وفي رواية أحمد : إلا بعث الله عز وجل إليه ملكا يحفظه من كل شيء يؤذيه " حتى يهب " بضم الهاء " متى هب " أي يستيقظ متى استيقظ بعد طول الزمان أو قربه من النوم . قوله : ( هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه ) في سنده رجل من بني حنظلة وهو مجهول وأخرجه أحمد أيضا من طريقه .




                                                                                                          الخدمات العلمية