الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في رفع الأيدي عند الدعاء

                                                                                                          3386 حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى وإبراهيم بن يعقوب وغير واحد قالوا حدثنا حماد بن عيسى الجهني عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه قال محمد بن المثنى في حديثه لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى وقد تفرد به وهو قليل الحديث وقد حدث عنه الناس وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ثقة وثقه يحيى بن سعيد القطان

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا حماد بن عيسى الجهني ) لقبه غريق الجحفة فإنه غرق بالجحفة سنة ثمان ومائتين . قال في التقريب : ضعيف ، وقال في الميزان : ضعفه أبو داود وأبو حاتم والدارقطني ولم يتركه . قوله : ( لم يحطهما ) أي لم يضعهما ( حتى يمسح بهما وجهه ) قال ابن الملك : وذلك على سبيل التفاؤل ، فكأن كفيه قد ملئتا من البركات السماوية والأنوار الإلهية ، وقال في السبل : وفي الحديث دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء ، وقيل وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفرا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم انتهى . وقد ورد في رفع الأيدي عند الدعاء أحاديث كثيرة صحيحة صريحة كما عرفت في باب : ما يقول إذا سلم ، والجمع بين هذه الأحاديث وبين حديث أنس لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء رواه الشيخان بأن المنفي صيغة خاصة لا أصل الرفع . قال الحافظ ما حاصله : إن الرفع في الاستسقاء يخالف غيره إما بالمبالغة إلى أن تصير اليدان حذو الوجه مثلا وفي الدعاء إلى حذو المنكبين ولا يعكر على ذلك أنه ثبت في كل منهما : حتى يرى بياض إبطيه ، بل يجمع بأن يكون رواية البياض في الاستسقاء أبلغ منها في غيره ، وإما أن الكفين في الاستسقاء يليان الأرض وفي الدعاء يليان السماء ، قال المنذري : وبتقدير تعذر الجمع فجانب الإثبات أرجح انتهى . قوله : ( هذا حديث صحيح غريب إلخ ) وقد تفرد به حماد بن عيسى وهو ضعيف كما عرفت فالحديث ضعيف . قال الحافظ في بلوغ المرام : وله شواهد منها حديث ابن عباس عند أبي داود ومجموعها يقتضي أنه حديث حسن انتهى .

                                                                                                          [ ص: 233 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية