الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في القوم يجلسون ولا يذكرون الله

                                                                                                          3380 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى قوله ترة يعني حسرة وندامة وقال بعض أهل المعرفة بالعربية الترة هو الثأر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( ولم يصلوا على نبيهم ) تخصيص بعد تعميم ( إلا كان ) أي ذلك المجلس ( عليهم [ ص: 228 ] ترة ) بكسر التاء وتخفيف الراء تبعة ومعاتبة أو نقصانا وحسرة من وتره حقه نقصه وهو سبب الحسرة ، ومنه قوله تعالى : لن يتركم أعمالكم والهاء عوض عن الواو المحذوفة مثل عدة وهو منصوب على الخبرية " فإن شاء عذبهم " أي بذنوبهم السابقة وتقصيراتهم اللاحقة " وإن شاء غفر لهم " أي فضلا منه ورحمة وفيه إيماء بأنهم إذا ذكروا الله لم يعذبهم حتما بل يغفر لهم جزما ، ووقع في هامش النسخة الأحمدية هذه العبارة ومعنى قوله ترة يعني حسرة وندامة . وقال بعض أهل المعرفة بالعربية الترة هو النار . كذا في نسخة انتهى ما في هامشها . قوله : ( هذا حديث حسن ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن ، ورواه بهذا اللفظ ابن أبي الدنيا والبيهقي .




                                                                                                          الخدمات العلمية