الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في القوم يجلسون فيذكرون الله عز وجل ما لهم من الفضل

                                                                                                          3378 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الأغر أبي مسلم أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت الأغر أبا مسلم قال أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن الأغر أبي مسلم ) بفتح الهمزة والغين المعجمة وبالراء الثقيلة ، قال في التقريب : الأغر أبو مسلم المديني نزيل الكوفة ، ثقة من الثالثة ، وهو غير سلمان الأغر الذي يكنى أبا عبد الله . وقد قلبه الطبراني فقال : اسمه مسلم ويكنى أبا عبد الله ( أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ) ظاهر في أنه سمعه منهما قال ابن التين : أراد بهذا اللفظ التأكيد للرواية انتهى . قوله : ( إلا حفت بهم الملائكة ) أي أحاطت بهم الملائكة الذين يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر ( وغشيتهم الرحمة ) أي غطتهم الرحمة ( ونزلت عليهم السكينة ) أي الطمأنينة والوقار لقوله تعالى : ألا بذكر الله تطمئن القلوب ومنه قوله تعالى : هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ووقع في حديث عند مسلم : وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ، الحديث . قال النووي في شرح مسلم في شرح هذا الحديث : قيل المراد بالسكينة هاهنا الرحمة وهو اختاره القاضي عياض وهو ضعيف لعطف الرحمة عليه ، وقيل الطمأنينة والوقار وهو أحسن . قال : وفي هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد وهو مذهبنا ومذهب الجمهور ، وقال مالك : يكره وتأوله بعض أصحابه ويلتحق بالمسجد في تحصيل هذه الفضيلة الاجتماع في مدرسة ورباط ونحوهما إن شاء الله تعالى . يدل عليه الحديث الذي بعده فإنه مطلق يتناوله جميع المواضع ويكون التقييد في [ ص: 226 ] هذا الحديث خرج على الغالب لا سيما في ذلك الزمان فلا يكون له مفهوم يعمل به انتهى . قلت : أراد بالحديث الذي بعده حديث الباب الذي نحن في شرحه فإنه قد أخرجه مسلم أيضا ( وذكرهم الله فيمن عنده ) أي ذكرهم الله مباهاة وافتخارا بهم بالثناء الجميل عليهم وبوعد الجزاء الجزيل لهم . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ، ومسلم ، وابن ماجه ، وأبو داود الطيالسي ، وعبد بن حميد ، وأبو يعلى الموصلي ، وابن حبان ، وابن أبي شيبة ، وابن شاهين في الترغيب في الذكر .




                                                                                                          الخدمات العلمية