الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2584 - ثناء حسان لعبد الله بن عباس

                                                                                            6370 - حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، ثنا أبو بكر محمد بن بشر بن مطر ، ثنا داود بن عمرو الضبي ، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، [ ص: 704 ] وعبد الله بن الفضل بن عباس بن أبي ربيعة بن الحارث ، أن حسان بن ثابت قال : إنا معشر الأنصار طلبنا إلى عمر أو إلى عثمان - شك ابن أبي الزناد - ، فمشينا بعبد الله بن عباس وبنفر معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فتكلم ابن عباس وتكلموا ، وذكروا الأنصار ومناقبهم فاعتل الوالي ، قال حسان : وكان أمرا شديدا طلبناه ، قال : فما زال يراجعهم حتى قاموا وعذروه ، إلا عبد الله بن عباس فإنه قال : لا والله ما للأنصار من منزل ، لقد نصروا وآووا ، وذكر من فضلهم ، وقال : إن هذا لشاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمنافح عنه ، فلم يزل يراجعه عبد الله بكلام جامع يسد عليه كل حاجة ، فلم يجد بدا من أن قضى حاجتنا ، قال : فخرجنا وقد قضى الله عز وجل حاجتنا بكلامه ، فأنا آخذ بيد عبد الله أثني عليه وأدعو له ، فمررت في المسجد بالنفر الذين كانوا معه ، فلم يبلغوا ما بلغ ، فقلت حيث يسمعون : إنه كان أولاكم بنا ، قالوا : أجل ، فقلت لعبد الله : إنها والله صبابة النبوة ووارثه أحمد صلى الله عليه وآله وسلم كان أحقكم بها ، قال حسان وأنا أشير إلى عبد الله :

                                                                                            إذا قال لم يترك مقالا لقائل بملتفظات لا يرى بينها فصلا     كفى وشفى ما في الصدور فلم
                                                                                            يدع لذي إربة في القول جدا     ولا هزلا سموت إلى العليا بغير
                                                                                            مشقة فنلت ذراها لا دنيا ولا وعلا

                                                                                            .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية