الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ومن سورة العنكبوت

                                                                                                          3189 بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت مصعب بن سعد يحدث عن أبيه سعد قال أنزلت في أربع آيات فذكر قصة وقالت أم سعد أليس قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر قال فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله ( عن أبيه سعد ) هو ابن أبي وقاص . قوله ( أنزلت في ) بتشديد الياء ( فذكر قصة ) روى مسلم هذا الحديث بذكر القصة في باب فضل سعد بن أبي وقاص من كتاب الفضائل ( وقالت أم سعد : أليس قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما ولا شرابا حتى أموت أو تكفر ) وفي رواية مسلم : حلفت أم سعد ألا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب قالت : زعمت أن الله وصاك بوالديك فأنا أمك وأنا آمرك بهذا ، قال : مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد ( شجروا فاها ) أي فتحوا فمها زاد مسلم بعصا ثم أوجروها . قال النووي : أي صبوا فيها الطعام وإنما شجروه بالعصا لئلا تطبقه فيمتنع وصول الطعام جوفها ووصينا الإنسان بوالديه حسنا أي برا وعطفا عليهما وإن جاهداك لتشرك بي الآية ما ليس لك به علم أي إن طلبا منك وألزماك أن تشرك بي إلها ليس لك علم بكونه إلها فلا تطعهما أي في الإشراك ، وعبر بنفي العلم عن نفي الإله ؛ لأن ما لم يعلم صحته لا يجوز اتباعه فكيف بما علم بطلانه ؟ وإذا لم تجز طاعة الأبوين في هذا المطلب مع المجاهدة منهما له ; فعدم جوازها مع مجرد الطلب بدون مجاهدة منهما أولى ، ويلحق بطلب الشرك منهما سائر معاصي الله سبحانه فلا طاعة لهما فيما هو معصية الله إلي مرجعكم فأنبئكم أي فأخبركم بما كنتم تعملون أي بصالح أعمالكم وسيئاتها أي فأجازيكم عليها . قوله ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية