الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          [ ص: 1071 ] قوله تعالى: من يعمل سوءا

                                          [5991] حدثني محمد بن حماد الطهراني ، أنبأ حفص بن عمر ، ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله: من يعمل سوءا قال: الشرك. وروي عن الضحاك مثله.

                                          قوله تعالى: من يعمل سوءا يجز به

                                          [5992] حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثني عقبة بن خالد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي ، قال: قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ قال: أي آية؟ قال: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به أفكل ما عملنا في الجاهلية نؤخذ به؟

                                          فقال النبي صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكر، رحمك يا أبا بكر، ألست تحزن؟ ألست تنصب؟ ألست تصيبك اللأواء؟ قال: بلى قال: فذاك الذي تجزون به.


                                          [5993] حدثنا الحسن بن محمد الصباح ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن زياد الجصاص ، عن علي بن زيد ، عن مجاهد، قال: قال ابن عمر : حدثني أبو بكر الصديق، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يعمل سوءا يجز به في الدنيا.

                                          [5994] حدثنا أحمد بن سنان الواسطي ، ثنا روح بن عبادة، ثنا موسى بن عبيدة ، أخبرني مولى ابن سباع، قال: سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر يعني الصديق، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزلت عليه هذه الآية: من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، ألا أقرئك آية نزلت علي؟ قلت: بلى يا رسول الله. فقال: فأقرأنيها، قال: فلا أعلم إلا أني وجدت انقصاما في ظهري حتى تمطأت لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك يا أبا بكر؟. فقلت: يا رسول الله، بأبي وأمي وأينا لم يعمل سوءا وإنا لمجزون بما عملنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت يا أبا بكر وأصحابك المؤمنون فستجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة.

                                          [ ص: 1072 ] [5995] حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أنبأ ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكر بن سوادة عن يزيد بن أبي يزيد، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة، أن رجلا، تلا هذه الآية: من يعمل سوءا يجز به فقال: إنا لنجزى بكل ما عملنا هلكنا إذا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نعم، يجزى به المؤمن في الدنيا في مصيبته في جسده، وفيما يؤذيه.

                                          [5996] حدثنا أبي ، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا هشيم ، عن أبي عامر ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشد آية في القرآن، فقال: ما هي يا عائشة؟. قلت: من يعمل سوءا يجز به قال: هو ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها.

                                          الوجه الثاني

                                          [5997] حدثنا أبي ، ثنا أبو سلمة ، وعبيد الله بن محمد بن حفص القرشي، قال: ثنا حماد ، عن حميد ، عن الحسن ، في قوله: من يعمل سوءا يجز به قال: هو الكافر، ثم قرأ وهل نجازي إلا الكفور

                                          قوله تعالى: ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا

                                          [5998] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا إلا أن يتوب قبل موته فيتوب الله عليه.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية