الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 14 ] بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين . رب يسر يا كريم . رب يسر وأعن ، وتمم يا كريم .

                                                                                            1 - كتاب الإيمان .

                                                                                            1 - 1 - ( باب فيمن شهد أن لا إله إلا الله ) .

                                                                                            1 وبسند أحمد حدثنا أبو اليمان ، أنبأ شعيب ، عن الزهري ، أخبرني رجل من الأنصار من أهل الفقه أنه سمع عثمان بن عفان - رحمة الله عليه - يحدث أن رجالا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حين توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - حزنوا عليه حتى كاد بعضهم يوسوس ، قال عثمان : وكنت منهم ، فبينا أنا جالس في ظل أطم من الآطام مر علي عمر - رحمة الله عليه - فسلم علي فلم أشعر أنه مر ولا سلم ، فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر - رحمه الله - فقال له : ما يعجبك أني مررت على عثمان فسلمت عليه ، فلم يرد علي السلام ! وأقبل هو وأبو بكر - في ولاية أبي بكر - رحمة الله عليه - حتى سلما جميعا ، ثم قال أبو بكر : جاءني أخوك عمر ، فذكر أنه مر فسلم عليك فلم ترد عليه السلام ، فما الذي حملك على ذلك ؟ قال : قلت : ما فعلت ، فقال عمر : بلى ، والله قد فعلت ، ولكنها عبيتكم يا بني أمية . قال : قلت والله ما شعرت أنك مررت ولا سلمت . قال أبو بكر : صدق عثمان . وقد شغلك عن ذلك أمر . فقلت : أجل . قال : وما هو ؟ قال عثمان - رحمه الله - : توفى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - قبل أن أسأله عن نجاة هذا الأمر ، قال أبو بكر : قد سألته عن ذلك . قال : فقمت إليه ، فقلت له : بأبي أنت وأمي ، أنت أحق بها . قال أبو بكر : قلت يا رسول الله ، ما نجاة هذا الأمر ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قبل مني الكلمة التي عرضت على عمي فردها علي فهي له نجاة " .

                                                                                            رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار ، وأبو يعلى بتمامه ، والبزار بنحوه ، وفيه رجل لم يسم [ ص: 15 ] ولكن الزهري وثقه وأبهمه ، وقد ذكرته بسنده حتى لا أبتدئ الكتاب بسند منقطع .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية