الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 627 ] 2487 - خطبة الجهاد ليزيد بن شجرة

                                                                                            6142 - حدثني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، ثنا محمد بن المثنى ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن منصور ، سمع مجاهدا ، يحدث ، عن يزيد بن شجرة الرهاوي ، وكان من أمراء الشام ، وكان معاوية يستعمله على الجيوش ، فخطبنا ذات يوم فقال : أيها الناس ، اذكروا نعمة الله عليكم لو ترون ما أرى من أسود وأحمر وأخضر وأبيض ، وفي الرحال ما فيها ، إنها إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنة ، وأبواب النار ، وزين الحور ويطلعن ، فإذا أقبل أحدهم بوجهه إلى القتال قلن : اللهم ثبته ، اللهم انصره ، وإذا ولى احتجبن منه ، وقلن : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، فانهكوا وجوه القوم فداكم أبي وأمي ، فإن أحدكم إذا أقبل كانت أول نفحة من دمه تحط عنه خطاياه كما تحط ورق الشجرة ، وتنزل إليه ثنتان من الحور العين فتمسحان الغبار عن وجهه فيقول لهما : أنا لكما ، وتقولان : لا بل أنا لك ، ويكسى مائة حلة لو حلقت بين إصبعي هاتين - يعني السبابة والوسطى - لوسعتاه ليس من نسج بني آدم ، ولكن من ثياب الجنة إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيمائكم وحلاكم ونجواكم ومجالسكم ، فإذا كان يوم القيامة قيل : يا فلان هذا نورك ، ويا فلان لا نور لك ، وإن لجهنم ساحلا كساحل البحر ، فيه هوام وحيات كالنخل وعقارب كالبغال ، فإذا استغاث أهل جهنم أن يخفف عنهم قيل : اخرجوا إلى الساحل فيخرجون ، فيأخذ الهوام بشفاههم ووجوههم ، وما شاء الله فيكشفهم فيستغيثون فرارا منها إلى النار ، ويسلط عليهم الجرب فيحك واحد جلده حتى يبدو العظم فيقول أحدهم : يا فلان ، هل يؤذيك هذا ؟ فيقول : نعم ، فيقول : ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية