الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم آية: 97

                                          5862 - أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، قراءة، أنبأ ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، أنه سمع مولى ابن عباس ، يقول: عن ابن عباس ، أن أناسا، مسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم، فيأتي السهم يرمي به، فتصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل، فأنزل الله تعالى فيهم: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة الآية.

                                          [ ص: 1046 ] 5863- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا أبو أحمد يعني الزبيري، ثنا محمد بن شريك المكي، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بالإسلام، فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر، فأصيب بعضهم وقتل بعض، فقال المسلمون، كان أصحابنا هؤلاء مسلمين، وأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى آخر الآية. قال: فكتب إلي من بقي من المسلمين بهذه الآية، وأنه لا عذر لهم قال: فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم الفتنة، فنزلت فيهم هذه الآية: ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية.

                                          5864 - حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، قال: قال ابن عيينة : أخبرني محمد بن إسحاق ، في قوله: إن الذين توفاهم الملائكة قال: هم خمسة فتية من قريش : علي بن أمية، وأبو قيس الفاكه، وزمعة بن الأسود ، وأبو العباس بن منبه، ونسيت الخامس.

                                          5865 - حدثني أبي، ثنا هارون بن محمد بن بكار الدمشقي، ثنا محمد بن عيسى بن سميع، ثنا روح يعني ابن القاسم ، عن ابن جريج ، عن عكرمة ، أنه قال: في هذه الآية: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم هم شباب من قريش كانوا تكلموا بالإسلام بمكة منهم: علي بن أمية، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبو العاص بن منبه بن الحجاج ، والحارث بن زمعة.

                                          والوجه الثاني:

                                          5866 - حدثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيب ، ثنا أبو معاذ النحوي ، ثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك ، قوله: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قال: هم أناس من المنافقين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فلم يخرجوا معه إلى المدينة وخرجوا مع مشركي قريش إلى بدر، فأصيبوا يومئذ فيمن أصيب، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

                                          [ ص: 1047 ] قوله تعالى: قالوا فيم كنتم الآية .

                                          5867 - حدثنا أبي، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا: كنا مستضعفين بمكة، قيل لهم: أصحاب محمد هم بمنزلة هؤلاء الذين قتلوا ببدر ضعفاء كفار قريش .

                                          قوله تعالى: قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها

                                          5868 - أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، قراءة، أنبأ ابن وهب ، حدثني عبد الرحمن بن مهدي ، عن الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، أن سعيد بن جبير ، قال: في قول الله تعالى: قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها قالوا: إذا عمل فيها بالمعاصي فاخرجوا.

                                          5869 - حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قال: لما أسر العباس ، وعقيل ، ونوفل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس : افد نفسك وابني أخيك. قال: يا رسول الله، ألم نصل قبلتك ونشهد شهادتك؟ قال: يا عباس إنكم خاصمتم فخصمتم. ، ثم تلا عليه هذه الآية: ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا

                                          قوله تعالى: مأواهم جهنم وساءت مصيرا

                                          5870 - وبه عن السدي ، قوله: فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا فيوم نزلت هذه الآية كان كل من أسلم ولم يهاجر فهو كافر حتى يهاجر.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية