الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2397 - عزل المغيرة بن شعبة عن ولايته

                                                                                            5948 - حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ، ثنا عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الطلحي ، ثنا محمد بن نافع الكرابيسي البصري ، ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ، ثنا أبو كعب صاحب الحرير ، عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال : كنا جلوسا عند باب الصغير الذي في المسجد - يعني باب غيلان أبو بكرة وأخوه نافع وشبل بن معبد ، فجاء المغيرة بن شعبة يمشي في ظلال المسجد ، والمسجد يومئذ من قصب [ ص: 561 ] فانتهى إلى أبي بكرة فسلم عليه ، فقال له أبو بكرة : أيها الأمير ما أخرجك من دار الإمارة ؟ قال : أتحدث إليكم ، فقال له أبو بكرة : ليس لك ذلك ، الأمير يجلس في داره ، ويبعث إلى من يشاء فتحدث معهم ، قال : يا أبا بكرة : لا بأس بما أصنع فدخل من باب الأصغر حتى تقدم إلى باب أم جميل امرأة من قيس قال : وبين دار أبي عبد الله ، وبين دار المرأة طريق ، فدخل عليها قال أبو بكرة : ليس لي على هذا صبر ، فبعث إلى غلام له فقال له : ارتق من غرفتي فانظر من الكوة ، فانطلق فنظر فلم يلبث أن رجع فقال : وجدتهما في لحاف ، فقال للقوم : قوموا معي ، فقاموا فبدأ أبو بكرة فنظر فاسترجع ، ثم قال لأخيه : انظر ، فنظر قال : ما رأيت ؟ قال : رأيت الزنا ، ثم قال : ما رابك ؟ انظر ، فنظر قال : ما رأيت ؟ قال : رأيت الزنا محصنا . قال : أشهد الله عليكم ؟ قالوا : نعم . قال : فانصرف إلى أهله ، وكتب إلى عمر بن الخطاب بما رأى ، فأتاه أمر فظيع صاحب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فلم يلبث أن بعث أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة ، فأرسل أبو موسى إلى المغيرة أن أقم ثلاثة أيام أنت فيها أمير نفسك ، فإذا كان اليوم الرابع ، فارتحل أنت وأبو بكرة وشهوده ، فيا طوبى لك إن كان مكذوبا عليك ، وويل لك إن كان مصدوقا عليك ، فارتحل القوم أبو بكرة وشهوده والمغيرة بن شعبة حتى قدموا المدينة على أمير المؤمنين ، فقال : هات ما عندك يا أبا بكرة . قال : أشهد أني رأيت الزنا محصنا ، ثم قدموا أبا عبد الله أخاه فشهد ، فقال : أشهد أني رأيت الزنا محصنا ، ثم قدموا شبل بن معبد البجلي ، فسأله فشهد كذلك ، ثم قدموا زيادا ، فقال : ما رأيت ؟ فقال : رأيتهما في لحاف ، وسمعت نفسا عاليا ، ولا أدري ما وراء ذلك ، فكبر عمر وفرح إذ نجا المغيرة وضرب القوم إلا زيادا . قال : كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ولى عتبة بن غزوان البصرة فقدمها سنة ست عشرة وكانت وفاته في سنة تسع عشرة ، وكان عتبة يكره ذلك ، ويدعو الله أن يخلصه منها ، فسقط عن راحلته في الطريق ، فمات - رحمه الله - ثم كان من أمر المغيرة ما كان .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية