الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 95 ] 55

ثم دخلت سنة خمس وخمسين

في هذه السنة كان مشتى سفيان بن عوف الأزدي في قول ، وقيل : بل الذي شتى هذه السنة عمرو بن محرز ، وقيل : بل عبد الله بن قيس الفزاري ، وقيل : بل مالك بن عبد الله .

ذكر ولاية ابن زياد البصرة

في هذه السنة عزل معاوية عبد الله بن عمرو بن غيلان عن البصرة وولاها عبيد الله بن زياد .

وكان سبب ذلك : أن عبد الله خطب على منبر البصرة فحصبه رجل من بني ضبة فقطع يده ، فأتاه بنو ضبة وقالوا : إن صاحبنا جنى ما جنى وقد عاقبته ولا نأمن أن يبلغ خبرنا أمير المؤمنين فيعاقب عقوبة تعم ، فاكتب لنا كتابا إلى أمير المؤمنين يخرج به أحدنا إليه يخبره أنك قطعت على شبهة وأمر لم يتضح :

فكتب لهم ، فلما كان رأس السنة توجه عبد الله إلى معاوية ووافاه الضبيون بالكتاب وادعوا أنه قطع صاحبهم ظلما :

فلما رأى معاوية الكتاب قيل : أما القود من عمالي فلا سبيل إليه ولكن أدي : [ ص: 96 ] صاحبكم من بيت المال .

وعزل عبد الله عن البصرة واستعمل ابن زياد عليها ، فولى ابن زياد على خراسان أسلم بن زرعة الكلابي ، فلم يغز ولم يفتح بها شيئا .

ذكر عدة حوادث

وفيها عزل معاوية عبد الله بن خالد عن الكوفة وولاها الضحاك بن قيس وقيل ما تقدم .

[ الوفيات ]

وفيها مات الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ، وهو الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختفي في داره بمكة ، وكان عمره ثمانين سنة وزيادة ، وقيل : مات يوم مات أبو بكرة .

وفيها توفي أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري ، وهو بدري ، وشهد صفين مع علي ، ( وقيل : توفي قبل ) .

وحج بالناس هذه السنة مروان بن الحكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية