الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في القراءة في الظهر والعصر

                                                                                                          307 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بالسماء ذات البروج والسماء والطارق وشبههما قال وفي الباب عن خباب وأبي سعيد وأبي قتادة وزيد بن ثابت والبراء بن عازب قال أبو عيسى حديث جابر بن سمرة حديث حسن صحيح وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في الظهر قدر تنزيل السجدة وروي عنه أنه كان يقرأ في الركعة الأولى من الظهر قدر ثلاثين آية وفي الركعة الثانية خمس عشرة آية وروي عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى أن اقرأ في الظهر بأوساط المفصل ورأى بعض أهل العلم أن القراءة في صلاة العصر كنحو القراءة في صلاة المغرب يقرأ بقصار المفصل وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال تعدل صلاة العصر بصلاة المغرب في القراءة وقال إبراهيم تضاعف صلاة الظهر على صلاة العصر في القراءة أربع مرار [ ص: 185 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 185 ] قوله : ( كان يقرأ في الظهر والعصر بالسماء ذات البروج والسماء والطارق وشبههما ) قد وردت أحاديث مختلفة في قدر القراءة في الظهر والعصر كما ستعرف . قال الحافظ في الفتح : وجمع بينها بوقوع ذلك في أحوال متغايرة إما لبيان الجواز أو لغير ذلك من الأسباب واستدل ابن العربي باختلافها على عدم مشروعية سورة معينة في صلاة معينة ، وهو واضح فيما اختلف لا فيما لم يختلف كتنزيل وهل أتى في صبح يوم الجمعة ، انتهى كلام الحافظ .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن خباب وأبي سعيد وأبي قتادة وزيد بن ثابت والبراء ) أما حديث خباب فأخرجه البخاري والنسائي وابن ماجه . وأما حديث أبي سعيد فأخرجه مسلم بلفظ : قال : كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر ، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة الم تنزيل السجدة ، وفي رواية في كل ركعة قدر ثلاثين آية ، وحزرنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك ، وحزرنا في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه في الأخريين من الظهر ، وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك . وأما حديث أبي قتادة فأخرجه الشيخان قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين ، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب ، ويسمعنا الآية أحيانا ، ويطول في الركعة الأولى ما لا يطيل في الركعة الثانية ، وهكذا في صلاة العصر ، وهكذا في الصبح . وأما حديث زيد بن ثابت فلم أقف عليه . وأما حديث البراء فأخرجه النسائي قال : كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فنسمع منه الآية بعد الآيات من سورة لقمان والذاريات .

                                                                                                          قوله : ( حديث جابر بن سمرة حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود والنسائي ( وقد [ ص: 186 ] روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في الظهر قدر تنزيل السجدة إلخ ) تقدم تخريجه آنفا ، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعة الأولى من الظهر بـ سبح اسم ربك الأعلى ، وفي الثانية هل أتاك حديث الغاشية ، رواه النسائي من حديث أنس ( وروي عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى أن اقرأ في الظهر بأوساط المفصل ) تقدم تخريجه في باب ما جاء في القراءة في الصبح ( وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال : تعدل صلاة العصر بصلاة المغرب في القراءة ) أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن إبراهيم كانوا يعدلون الظهر بالعشاء ، والعصر بالمغرب ، كذا في الرحمة المهداة ( وقال إبراهيم : تضعف صلاة الظهر على صلاة العصر في القراءة أربع مرار ) يخدشه حديث أبي سعيد الذي تقدم .




                                                                                                          الخدمات العلمية