الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل سورة الكهف

                                                                                                          2885 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود أنبأنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت البراء بن عازب يقول بينما رجل يقرأ سورة الكهف إذ رأى دابته تركض فنظر فإذا مثل الغمامة أو السحابة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك السكينة نزلت مع القرآن أو نزلت على القرآن وفي الباب عن أسيد بن حضير قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو داود ) هو الطيالسي ( عن أبي إسحاق ) هو السبيعي .

                                                                                                          قوله : ( إذ رأى دابته ) أي فرسه ( تركض ) من الركض وهو تحريك الرجل ، ومنه اركض برجلك ( فنظر ) أي الرجل ( فإذا مثل الغمامة أو السحابة ) الظاهر أن أو للشك من الراوي ( فذكر ذلك له ) وفي رواية البخاري : كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر ، فلما أصبح أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تلك السكينة ) قال القاري : أي السكون والطمأنينة التي يطمئن إليها القلب ، ويسكن بها عن الرعب . قال الطيبي : فإن المؤمن تزداد طمأنينته بأمثال هذه الآيات إذا كوشف بها . وقيل هي الرحمة ، وقيل الوقار ، وقيل ملائكة الرحمة . انتهى . وقال النووي : المختار أنها شيء من المخلوقات فيه طمأنينة ورحمة ومعه الملائكة ( نزلت مع القرآن أو نزلت على القرآن ) وفي رواية البخاري : " تنزلت بالقرآن " .

                                                                                                          [ ص: 157 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أسيد بن حضير ) أخرجه الشيخان عنه قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكتت الحديث . قال الحافظ في شرح حديث البراء المذكور . قوله : كان رجل قيل هو أسيد بن حضير كما سيأتي من حديثه نفسه بعد ثلاثة أبواب لكن فيه أنه كان يقرأ سورة البقرة وفي هذا أنه كان يقرأ سورة الكهف وهذا ظاهره التعدد ، وقد وقع قريب من القصة التي لأسيد لثابت بن قيس بن شماس لكن في سورة البقرة أيضا ، وأخرج أبو داود من طريق مرسلة قال : قيل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألم تر ثابت بن قيس ، لم تزل داره البارحة تزهر بمصابيح . قال : فلعله قرأ سورة البقرة ، فسئل قال قرأت سورة البقرة . ويحتمل أن يكون قرأ سورة البقرة وسورة الكهف جميعا أو من كل منهما . انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية