الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الجاسوس وقول الله تعالى لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء التجسس التبحث

                                                                                                                                                                                                        2845 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال أخبرني حسن بن محمد قال أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد صدقكم قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال سفيان وأي إسناد هذا [ ص: 167 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 167 ] قوله : ( باب الجاسوس ) بجيم ومهملتين أي حكمه إذا كان من جهة الكفار ، ومشروعيته إذا كان من جهة المسلمين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( والتجسس : التبحث ) هو تفسير أبي عبيدة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقول الله عز وجل لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء الآية ) مناسبة الآية إما لما سيأتي في التفسير أن القصة المذكورة في حديث الباب كانت سبب نزولها ، وإما لأن ينتزع منها حكم جاسوس الكفار ، فإذا طلع عليه بعض المسلمين لا يكتم أمره بل يرفعه إلى الإمام ليرى فيه رأيه . وقد اختلف العلماء في جواز قتل جاسوس الكفار ، وسيأتي البحث فيه بعد أحد وثلاثين بابا .

                                                                                                                                                                                                        ثم ذكر فيه حديث علي في قصة حاطب بن أبي بلتعة ، وسيأتي الكلام على شرحه في تفسير سورة الممتحنة إن شاء الله تعالى ، ونذكر فيه المرأة وتسمية من عرف ممن كاتبه حاطب من أهل مكة : وقوله فيه " روضة خاخ " بمنقوطتين من فوق ، والظعينة بالظاء المعجمة المرأة ، وقوله في آخره " قال سفيان وأي إسناد هذا " أي عجبا لجلالة رجاله وصريح اتصاله




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية