الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في العدة

                                                                                                          2826 حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي حدثنا محمد بن فضيل عن إسمعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض قد شاب وكان الحسن بن علي يشبهه وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصا فذهبنا نقبضها فأتانا موته فلم يعطونا شيئا فلما قام أبو بكر قال من كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فليجئ فقمت إليه فأخبرته فأمر لنا بها قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد روى مروان بن معاوية هذا الحديث بإسناد له عن أبي جحيفة نحو هذا وقد روى غير واحد عن إسمعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه ولم يزيدوا على هذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبي جحيفة ) بضم جيم فحاء مهملة مفتوحة فياء ساكنة بعدها فاء ، صحابي معروف ( رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبيض ) أي مائلا إلى الحمرة ( قد شاب ) أي ظهر فيه شيب ( وكان الحسن بن علي يشبهه ) أي في النصف الأعلى فقد أخرج الترمذي في المناقب عن علي قال : الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسن أشبه برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كان أسفل من ذلك ( وأمر لنا ) أي له ولقومه من بني سواءة بن عامر بن صعصعة ، وكان أمر لهم بذلك على سبيل جائزة الوفد ( قلوصا ) بفتح فضم ، أي ناقة شابة ( فذهبنا نقبضها ) أي فشرعنا في [ ص: 95 ] الذهاب إلى المأمور لنقبض العطاء المذكور ( فأتانا موته ) أي خبر موته قبل أن نقبضها ( فلما قام أبو بكر ) أي خطيبا أو قام بأمر الخلافة ( فليجئ ) أي فليأت إلينا ، فإن وفاءه علينا ، ولعل الاكتفاء بها وعدم ذكر الدين هنا لأنه يلزم منها بالأولى ، ويمكن أن يكون اقتصارا من الراوي لا سيما وكلامه في العدة ( فقمت إليه ) أي متوجها ( فأخبرته ) أي بما سبق ( فأمر لنا بها ) أي بالقلوص الموعودة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) قال في جامع الأصول : اتفق البخاري ومسلم والترمذي على الفصل الأول من حديث أبي جحيفة ، واتفق البخاري والترمذي على الفصل الثاني ، وانفرد الترمذي بذكر أبي بكر وإعطائه إياهم ، كذا قاله الشيخ الجزري في تصحيح المصابيح . قال ميرك : ولذا قال المؤلف يعني صاحب المشكاة في آخر مجموع الحديث : رواه الترمذي كذا في المرقاة

                                                                                                          قوله : ( ولم يزيدوا ) أي غير واحد من أصحاب إسماعيل بن أبي خالد ( على هذا ) أي على هذا القدر ولم يذكروا قوله وأمرنا إلخ .




                                                                                                          الخدمات العلمية