الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب فضل الخدمة في الغزو

                                                                                                                                                                                                        2731 حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صحبت جرير بن عبد الله فكان يخدمني وهو أكبر من أنس قال جرير إني رأيت الأنصار يصنعون شيئا لا أجد أحدا منهم إلا أكرمته [ ص: 99 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 99 ] قوله : ( باب الخدمة في الغزو ) أي فضلها ، سواء كانت من صغير لكبير أو عكسه أو مع المساواة ، وأحاديث الباب الثلاثة يؤخذ منها حكم هذه الأقسام ، وثلاثتها عن أنس .

                                                                                                                                                                                                        الأول قوله : ( حدثنا محمد بن عرعرة ) بمهملتين ، وقد ذكر الطبراني في " الأوسط " أنه تفرد به عن شعبة ، وهو من كبار شيوخ البخاري ممن روى عنه الباقون بواسطة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( صحبت جرير بن عبد الله ) في رواية مسلم عن نصر بن علي عن محمد بن عرعرة " خرج مع جرير بن عبد الله البجلي في سفر " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فكان يخدمني وهو أكبر من أنس ) فيه التفات أو تجريد ، لأنه قال : من أنس ، ولم يقل مني ، وفي رواية مسلم عن محمد بن المثنى عن ابن عرعرة ، وكان جرير أكبر من أنس " ولعل هذه الجملة من قول ثابت ، وزاد مسلم عن نصر بن علي " فقلت لا تفعل " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يصنعون شيئا ) في رواية نصر : يصنعون برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، أي من التعظيم وأبهم ذلك مبالغة في تكثير ذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لا أجد أحدا منهم إلا أكرمته ) في رواية نصر " آليت - أي حلفت - أن لا أصحب أحدا منهم إلا خدمته " وفي رواية للإسماعيلي من وجه آخر عن ابن عرعرة " لا أزال أحب الأنصار " وفي هذا الحديث فضل الأنصار وفضل جرير وتواضعه ومحبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها المصنف في غير مظنتها ، وأليق المواضع بها المناقب .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية