الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في إقامة الصلب إذا رفع رأسه من الركوع والسجود

                                                                                                          279 حدثنا أحمد بن محمد بن موسى المروزي أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود قريبا من السواء قال وفي الباب عن أنس حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم نحوه قال أبو عيسى حديث البراء حديث حسن صحيح والعمل عليه عند أهل العلم [ ص: 134 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 134 ] ( باب ما جاء في إقامة الصلب إذا رفع رأسه من السجود والركوع ) قوله : ( كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع إلخ ) ولفظ البخاري : كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده وبين السجدتين وإذا رفع من الركوع ما خلا القيام والقعود قريبا من السواء ، قال ابن دقيق العيد : هذا الحديث يدل على أن الاعتدال ركن طويل ، وحديث أنس صريح في الدلالة على ذلك بل هو نص فيه ، فلا ينبغي العدول عنه لدليل ضعيف وهو قولهم لم يسن فيه تكرير التسبيحات كالركوع والسجود . وجه ضعفه أنه قياس في مقابلة النص فهو فاسد . وأيضا فالذكر المشروع في الاعتدال أطول من الذكر المشروع في الركوع ، فتكرير سبحان ربي العظيم ثلاثا يجيء قدر قوله : اللهم ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، وقد شرع في الاعتدال ذكر أطول ، كما أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن أبي أوفى ، وأبي سعيد الخدري ، وعبد الله بن عباس بعد قوله : حمدا كثيرا طيبا ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد . زاد في حديث ابن أبي أوفى : اللهم طهرني بالثلج إلخ ، وزاد في حديث الآخرين : أهل الثناء والمجد إلخ . كذا في فتح الباري ص 435 ج ا ، والمراد بحديث أنس ما رواه مسلم عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لمن حمده قام حتى نقول قد أوهم ، ثم يسجد ويقعد بين السجدتين حتى نقول قد أوهم .

                                                                                                          قوله : ( قريبا من السواء ) فيه إشعار بأن فيها تفاوتا لكنه لم يعينه ، وهو دال على الطمأنينة في الاعتدال وبين السجدتين لما علم من عادته من تطويل الركوع والسجود .

                                                                                                          تنبيه : قال بعض الحنفية في تعليقه على الترمذي : في حديث الباب مبالغة الراوي ، انتهى .

                                                                                                          قلت : كلا ثم كلا ، فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يبالغون من عند أنفسهم في وصف صلاته وحكاية أفعاله في الصلاة وغيرها ، ولا يقصرون ، بل يحكون على حسب ما يرون ، فقوله : في حديث الباب مبالغة الراوي ، باطل ومردود عليه .

                                                                                                          [ ص: 135 ] قوله : ( وفي الباب عن أنس ) أخرجه مسلم وتقدم لفظه آنفا . قوله : ( حديث البراء حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية