الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في وضع اليدين ونصب القدمين في السجود

                                                                                                          277 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن محمد بن عجلان عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع اليدين ونصب القدمين قال عبد الله وقال معلى بن أسد حدثنا حماد بن مسعدة عن محمد بن عجلان عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع اليدين فذكر نحوه ولم يذكر فيه عن أبيه قال أبو عيسى وروى يحيى بن سعيد القطان وغير واحد عن محمد بن عجلان عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع اليدين ونصب القدمين مرسل وهذا أصح من حديث وهيب وهو الذي أجمع عليه أهل العلم واختاروه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ) هو الدارمي الحافظ صاحب السند ( أخبرنا وهيب ) بالتصغير هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري ، ثقة ثبت ، لكنه تغير قليلا بأخرة [ ص: 133 ] قاله الحافظ ( عن محمد بن عجلان ) المدني ، صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة كذا في التقريب ( عن محمد بن إبراهيم ) بن الحارث بن خالد التيمي المدني ثقة له أفراد ( عن عامر بن سعد ) بن أبي وقاص ثقة كثير الحديث ( عن أبيه ) سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أحد العشرة وأول من رمى بسهم في سبيل الله ومناقبه كثيرة .

                                                                                                          قوله : ( أمر بوضع اليدين ) المراد بهما الكفان المنهي عن افتراش الذراعين كافتراش الكلب ، والمراد وضعهما حذاء المنكبين أو حذاء الوجهين ويستقبل بهما القبلة لما روى مالك في الموطأ عن نافع أن ابن عمر كان يقول : إذا سجد أحدكم فليستقبل القبلة بيديه فإنهما يسجدان مع الوجه ، انتهى . قلت : ومن ثم ندب ضم الأصابع في السجود لأنها لو انفرجت انحرفت رءوس بعضها عن القبلة ( ونصب القدمين ) والمراد أن يجعل قدميه قائمتين على بطون أصابعهما ويستقبل بأطرافهما القبلة كما في حديث أبي حميد في صحيح البخاري .

                                                                                                          قوله : ( وقال المعلى أخبرنا حماد بن مسعدة عن محمد بن عجلان إلخ ) حاصله أن المعلى بن أسيد روى هذا الحديث عن وهيب وعن حماد بن مسعدة كلاهما عن محمد بن عجلان عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد ، فأما وهيب فأسند الحديث فقال عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم إلخ ، وأما حماد بن مسعدة فأرسله ولم يذكر عن أبيه . وحديث حماد بن مسعدة المرسل هو أصح من حديث وهيب المسند ، فإن غير واحد رووه مرسلا كرواية حماد بن مسعدة .




                                                                                                          الخدمات العلمية