الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في صفة أبواب الجنة

                                                                                                          2548 حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي حدثنا معن بن عيسى القزاز عن خالد بن أبي بكر عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثا ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول قال أبو عيسى هذا حديث غريب قال سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه وقال لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن خالد بن أبي بكر ) بن عبيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني ، فيه لين من السابعة .

                                                                                                          قوله : ( عرضه مسيرة الراكب المجود ) اسم فاعل من التجويد وهو التحسين قيل أي الراكب الذي يجود ركض الفرس ؛ من جودته أي جعلته جيدا وفي أساس البلاغة : يجود في صنعته يفوق فيها وأجاد الشيء وجوده أحسن فيما فعل ، وجود في عدوه عدا عدوا جوادا ، وفرس جواد من خيل جياد . قال الطيبي : والمجود يحتمل أن يكون صفة الراكب .

                                                                                                          والمعنى الراكب الذي يجود ركض الفرس وأن يكون مستاقا إليه والإضافة لفظية أي الفرس الذي يجود في عدوه ( ثلاثا ) ظرف " مسيره " . والمعنى ثلاث ليال أو سنين وهو الأظهر ؛ لأنه يفيد المبالغة أكثر ثم [ ص: 219 ] المراد به الكثرة لئلا يخالف ما ورد من أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة ، على أنه يمكن أنه أوحي إليه بالقليل ثم أعلم بالكثير ، أو يحمل على اختلاف الأبواب باختلاف أصحابها ( ثم إنهم ) أي أهل الجنة من أمتي عند دخولهم من أبوابها ، فالمراد بالباب جنسه ( ليضغطون ) بصيغة المجهول أي ليعصرون ويضيقون ويزحمون ( عليه ) أي على الباب ( حتى تكاد ) أي تقرب ( مناكبهم تزول ) أي تنقطع من شدة الزحام .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) ذكر الذهبي هذا الحديث في الميزان في ترجمة خالد بن أبي بكر وقال هذا من مناكيره .




                                                                                                          الخدمات العلمية