الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5090 (16) باب

                                                                                              تعظيم جسد الكافر وتوزيع

                                                                                              العذاب بحسب أعمال الأعضاء

                                                                                              [ 2763 ] عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضرس الكافر - أو : ناب الكافر - مثل أحد ، وغلظ جلده مسيرة ثلاث .

                                                                                              وفي رواية : قال : ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع .

                                                                                              رواه مسلم (2851 و 2852) ، والترمذي (2579) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " ضرس الكافر ، أو ناب الكافر مثل أحد . . . الحديث ") إنما عظم خلقه ليعظم عذابه ويتضاعف ، وهذا إنما هو في بعض الكفار ، بدليل أنه قد جاءت أحاديث أخر تدل على أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في [ ص: 189 ] صور الرجال ، يساقون إلى سجن في جهنم يسمى : " بولس " وقد تقدم قوله : " إن أهون أهل النار عذابا من في رجليه نعلان من نار تغلي منها دماغه ، وهو أبو طالب " . ولا شك في أن الكفار في عذاب جهنم متفاوتون ، كما قد علم من الكتاب والسنة ، ولأنا نعلم على القطع والثبات أنه ليس عذاب من قتل الأنبياء والمسلمين وفتك فيهم ، وأفسد في الأرض وكفر ، مساويا لعذاب من كفر فقط ، وأحسن للأنبياء والمسلمين ، وهذا البحث ينبني على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة ، وقد ذكرنا ذلك في الأصول .




                                                                                              الخدمات العلمية