الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: فرحين بما آتاهم الله من فضله آية : 170

                                          [4496] قرأت على محمد بن الفضل بن موسى، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله: فرحين بما آتاهم الله من فضله بما هم فيه من الخير والكرامة والرزق.

                                          [ ص: 814 ] قوله تعالى: ويستبشرون

                                          [4497] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا محمد بن عمرو ، ثنا سلمة ، قال: قال محمد بن إسحاق : ويستبشرون أي: يسرون بلحوق من لحق بهم من إخوانهم على ما مضوا عليه من جهادهم، ليشركوهم فيما هم فيه من ثواب الله الذي أعطاهم.

                                          قوله تعالى: بالذين لم يلحقوا بهم

                                          [4498] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله تعالى: ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم قال: لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة للشهداء، قالوا: يا ليت إخواننا الذين في الدنيا يعلمون ما عرفناه من الكرامة، فإذا شهدوا القتال باشروها بأنفسهم حتى يستشهدوا، فيصيبون ما أصبنا من الخير ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأمرهم، وما هم فيه من الكرامة، وأخبرهم أني قد أنزلت على نبيكم وأخبرته بأمركم وما أنتم فيه، فاستبشروا بذلك، فذلك قوله: ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الآية.

                                          [4499] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم فإن الشهيد يؤتى بكتاب فيه من يقدم عليه من إخوانه وأهله، يقال: يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا، تقدم عليك فلان يوم كذا وكذا، فيستبشر حين يقدم عليه كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا.

                                          قوله تعالى: من خلفهم

                                          [4500] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله عز وجل: ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم يعني: إخوانهم من أهل الدنيا أنهم سيحرصون على الجهاد ويلحقون بهم.

                                          قوله تعالى: ألا خوف عليهم

                                          [4501] وبه عن سعيد بن جبير ، في قول الله تعالى: ألا خوف عليهم يعني: في الآخرة.

                                          [ ص: 815 ] قوله تعالى: ولا هم يحزنون

                                          [4502] وبه عن سعيد ، في قوله: ولا هم يحزنون يعني: لا يحزنون للموت.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية