الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا آية : 169

                                          [4488] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا محمد بن عمرو زنيج ، ثنا سلمة ، قال: قال محمد بن إسحاق : ثم قال الله لنبيه يرغب المؤمنين في ثواب الجهاد، ويهون عليهم القتل: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أي: لا تظن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا.

                                          [4489] حدثنا الحجاج بن حمزة ، ثنا يحيى بن آدم ، ثنا إسرائيل ، عن سعيد بن مسروق ، عن أبي الضحى ، في قوله: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا قال: نزلت في قتلى أحد خاصة، استشهد من المهاجرين أربعة وعشرون: حمزة بن عبد المطلب ، ومصعب بن عمير ، وشماس بن عثمان ، واستشهد من الأنصار ستة وأربعون.

                                          قوله تعالى: في سبيل الله

                                          [4490] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله يعني: في طاعة الله في جهاد المشركين.

                                          قوله تعالى: أمواتا بل أحياء عند ربهم

                                          [4491] حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال: قرأ: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فقال: أما قد سألناه عن ذلك، فأخبرنا [ ص: 813 ] أن الأرواح جعلت في طير خضر، تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، فتسرح في أي الجنة شاءت، قال: فاطلع إليهم ربك اطلاعة فقال: هل تستزيدوني فأزيدكم؟ قالوا: ألسنا نسرح في الجنة حيث شئنا؟ قال: ثم اطلع إليهم ربك اطلاعة. فقال: هل تستزيدوني فأزيدكم؟ فلما رأوا أنهم لا يتركون قالوا: ترد أرواحنا في أجسادنا، حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى. قال سفيان : وزاد عطاء بن السائب عن أبي عبيدة ، عن عبد الله قال: تقرئ نبينا منا السلام، وتخبره أن قد رضينا ورضي عنا، وترد أرواحنا حتى تقتل في سبيلك مرة أخرى.

                                          [4492] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله تعالى: أمواتا بل أحياء يعني: أرواح الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.

                                          [4493] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا محمد بن عمرو ، ثنا سلمة ، قال: قال محمد بن إسحاق : قوله: أمواتا بل أحياء أي: قد أحييتهم فهم عندي يرزقون في روح الجنة وفضلها، مسرورين بما آتاهم الله من ثوابه على جهادهم عنه.

                                          قوله تعالى: يرزقون

                                          [4494] حدثنا سعدان بن نصر البغدادي، ثنا صدقة بن سابق، عن محمد بن إسحاق ، حدثني الحارث بن فضيل الأنصاري، عن محمود بن لبيد ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء على بارق نهر بباب الجنة، في قبة خضراء، عليهم رزقهم بكرة وعشيا.

                                          [4495] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: يرزقون قال: إن كان يقول: يرزقون من ثمر الجنة، ويجدون ريحها وليسوا فيها.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية