الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          2412 حدثنا محمد بن بشار وغير واحد قالوا حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي قال سمعت سعيد بن حسان المخزومي قال حدثتني أم صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس [ ص: 79 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 79 ] قوله : ( سمعت سعيد بن حسان المخزومي ) المكي قاص أهل مكة ، صدوق له أوهام ، من السادسة ( حدثتني أم صالح ) بنت صالح ، لا يعرف حالها ، من السابعة ( عن صفية بنت شيبة ) بن عثمان بن أبي طلحة العبدرية لها رؤية ، وحدثت عن عائشة وغيرها من الصحابة . وفي البخاري التصريح بسماعها من النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأنكر الدارقطني إدراكها كذا في التقريب .

                                                                                                          قوله : ( كلام ابن آدم عليه ) أي ضرره ووباله عليه وقيل : يكتب عليه ( لا له ) أي ليس له نفع فيه أو لا يكتب له ، ذكره تأكيدا ( إلا أمر بمعروف ) مما فيه نفع الغير مع الأوامر الشرعية ( أو نهي عن المنكر ) مما فيه موعظة الخلق من الأمور المنهية ( أو ذكر الله ) أي ما فيه رضا الله من الأذكار الإلهية . قال القاري : وظاهر الحديث أنه لا يظهر في الكلام نوع يباح للأنام ، اللهم إلا أن يحمل على المبالغة والتأكيد في الزجر عن القول الذي ليس بسديد . وقد يقال إن قوله " لا له " تفسير لقوله " عليه " ، ولا شك أن المباح ليس له نفع في العقبى . أو يقال التقدير : كل كلام ابن آدم حسرة عليه لا منفعة له فيه إلا المذكورات وأمثالها فيوافق بقية الأحاديث المذكورة ، فهو مقتبس من قوله تعالى : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس وبه يرتفع اضطراب الشراح في أمر المباح انتهى كلام القاري .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وفي بعض النسخ حسن غريب وأخرجه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان ، قال المنذري في الترغيب : رواته ثقات وفي محمد بن يزيد كلام قريب لا يقدح وهو شيخ صالح ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية