الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سورة النبأ .

بسم الله الرحمن الرحيم .

قال تعالى : ( عم يتساءلون ( 1 ) عن النبأ العظيم ( 2 ) الذي هم فيه مختلفون ( 3 ) ) .

قد ذكرنا حذف ألف " ما " في الاستفهام .

و ( عن ) : متعلقة بـ " يتساءلون " فأما " عن " الثانية فبدل من الأولى ، وألف الاستفهام التي ينبغي أن تعاد محذوفة ؛ أو هي متعلقة بفعل آخر غير مستفهم عنه ؛ أي يتساءلون عن النبأ . ( الذي ) : يحتمل الجر ، والنصب ، والرفع .

[ ص: 487 ] قال تعالى : ( وخلقناكم أزواجا ( 8 ) ) .

( أزواجا ) : حال ؛ أي متجانسين متشابهين .

قال تعالى : ( وجنات ألفافا ( 16 ) ) .

قوله تعالى : ( ألفافا ) : هو جمع لف ، مثل جذع وأجذاع . وقيل : هو جمع لف ، ولف جمع لفاء .

قال تعالى : ( يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا ( 18 ) ) .

قوله تعالى : ( يوم ينفخ ) : هو بدل من " يوم الفصل " أو من " ميقات " أو هو منصوب بإضمار أعني .

و ( أفواجا ) : حال .

قال تعالى : ( إن جهنم كانت مرصادا ( 21 ) للطاغين مآبا ( 22 ) لابثين فيها أحقابا ( 23 ) لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا ( 24 ) إلا حميما وغساقا ( 25 ) جزاء وفاقا ( 26 ) ) .

قوله تعالى : ( للطاغين ) : يجوز أن يكون حالا من " مآبا " أي مرجعا للطاغين ، وأن يكون صفة لمرصادا ، وأن تتعلق اللام بنفس " مرصادا " .

و ( لابثين ) : حال من الضمير ، في " الطاغين " - حال مقدرة .

و ( أحقابا ) : معمول لابثين . وقيل : معمول " لا يذوقون " ويراد : بـ " أحقابا " هنا الأبد ، و " لا يذوقون " : حال أخرى ، أو حال من الضمير في لابثين .

و ( جزاء ) : مصدر ؛ أي جوزوا جزاء بذلك .

قال تعالى : ( وكذبوا بآياتنا كذابا ( 28 ) وكل شيء أحصيناه كتابا ( 29 ) ) .

و ( كذابا ) بالتشديد : مصدر كالتكذيب ، وبالتخفيف مصدر كذب إذا تكرر منه الكذب ، وهو في المعنى قريب من كذب . ( وكل شيء ) : منصوب بفعل محذوف . و ( كتابا ) : حال ؛ أي مكتوبا ؛ ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى ، لأن أحصيناه بمعنى كتبناه .

[ ص: 488 ] قال تعالى : ( إن للمتقين مفازا ( 31 ) حدائق وأعنابا ( 32 ) وكواعب أترابا ( 33 ) وكأسا دهاقا ( 34 ) لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا ( 35 ) ) ( حدائق ) : بدل من " مفازا " .

و ( لا يسمعون ) : حال من الضمير في خبر إن ، ويجوز أن يكون مستأنفا .

قال تعالى : ( جزاء من ربك عطاء حسابا ( 36 ) رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا ( 37 ) ) .

( عطاء ) : اسم للمصدر ، وهو بدل من جزاء . و ( رب السماوات ) بالرفع على الابتداء ، وفي خبره وجهان :

أحدهما : " الرحمن " فيكون ما بعده خبرا آخر ، أو مستأنفا .

والثاني : " الرحمن " نعت ، و " لا يملكون " : الخبر .

ويجوز أن يكون " رب " خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو رب السماوات ، و " الرحمن " وما بعده مبتدأ وخبر . ويقرأ " رب " و " الرحمن " بالجر بدلا من " ربك " .

قال تعالى : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن . . . ) ) .

قوله تعالى : ( يوم يقوم ) : يجوز أن يكون ظرفا لـ " لا يملكون " ولـ " خطابا " ، و " لا يتكلمون " . و " صفا " : حال .

قال تعالى : ( إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه . . . ( 40 ) ) .

قوله تعالى : ( يوم ينظر ) : أي عذاب يوم ، فهو بدل .

ويجوز أن يكون صفة لقريب . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية