الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 224 ] قالوا حديثان مختلفان .

        28 - النية والعمل .

        قالوا : رويتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من هم بحسنة ولم يعملها ، كتبت له حسنة واحدة ومن عملها كتبت له عشرا ثم رويتم : نية المرء خير من عمله فصارت النية في الحديث الأول دون العمل وصارت في الحديث الثاني خيرا من العمل ، وهذا تناقض واختلاف .

        قال أبو محمد : ونحن نقول إنه ليس هاهنا تناقض بحمد الله تعالى ، والهام بالحسنة إذا لم يعملها خلاف العامل لها ، لأن الهام لم يعمل والعامل لم يعمل حتى هم ثم عمل .

        وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - نية المرء خير من عمله فإن الله تعالى يخلد المؤمن في الجنة بنيته لا بعمله ، ولو جوزي بعمله لم يستوجب التخليد ، لأنه عمل في سنين معدودة . [ ص: 225 ] والجزاء عليها يقع بمثلها وبأضعافها .

        وإنما يخلده الله تعالى بنيته لأنه كان ناويا أن يطيع الله تعالى أبدا لو أبقاه أبدا ، فلما اخترمه دون نيته جزاه عليها . وكذلك الكافر نيته شر من عمله لأنه كان ناويا أن يقيم على الكفر لو أبقاه أبدا ، فلما اخترمه الله تعالى دون نيته جزاه عليها .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية