الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    48 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: فول وجهك شطر المسجد الحرام كرر ذلك مرات، فما فائدته؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أن الأول: إعلام بنسخ استقبال بيت المقدس له ولأمته.

                                                                                                                                                                    والثانية: لبيان المسبب وهو: اتباع الحق؛ لقوله تعالى:

                                                                                                                                                                    [ ص: 109 ] وإنه للحق .

                                                                                                                                                                    والثالثة: إعلام بالعلة، وهو: لئلا يكون للناس عليكم حجة وبعموم الحكم في سائر الناس والأقطار والجهات، وسائر الأزمنة لاحتمال تخيل أن ذلك مخصوص بجهة المدينة، وما ولاها وهي جهة الجنوب، أو أنه خاص بمن يشاهد الكعبة، أو قصد بتكراره مزيد التوكيد في استقبال الكعبة والتمسك به؛ لأن النسخ في مظان تطرق الشبهة وأبعد على ضعفاء النظر كما قالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فلذلك بالغ في التأكيد بتكرار الأمر.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية