الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: إذ تصعدون ولا تلوون على أحد

                                          [4340] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد يعني قوله: إذ تصعدون قال: إصعادهم لها يبغونها.

                                          والوجه الثاني:

                                          [4341] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور ، قال: سألت الحسن عن قوله: إذ تصعدون قال: فروا منهزمين في شعب شديد لا يلوون على أحد.

                                          والوجه الثالث:

                                          [4342] حدثنا عبيد الله بن إسماعيل البغدادي، ثنا خلف، ثنا الخفاف، عن سعيد ، عن الحسن ، وقتادة : إذ تصعدون أي: في الجبل.

                                          قوله تعالى: والرسول يدعوكم في أخراكم

                                          [4343] أخبرنا محمد بن سعد العوفي ، فيما كتب إلي، حدثني أبي، ثنا عمي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس ، قوله: والرسول يدعوكم في أخراكم فرجعوا فقالوا: والله لنأتينهم ثم لنقتلنهم قد خرجوا منا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلا فإنما أصابكم الذي أصابكم من أجل أنكم عصيتموني.

                                          [4344] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور ، عن الحسن ، قوله: والرسول يدعوكم في أخراكم أي: عباد الله أي عباد الله، ولا يلوي عليه أحد. وروي عن قتادة نحو ذلك.

                                          [ ص: 791 ] قوله تعالى: فأثابكم غما بغم

                                          [4345] أخبرنا محمد بن سعد العوفي ، فيما كتب إلي، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس ، قوله: فأثابكم غما بغم فإنما أصابكم الذي أصابكم من أجل أنكم عصيتموني، فبينما هم كذلك إذ أتاهم القوم قد أيسوا، وقد اخترطوا سيوفهم فكان غم الهزيمة وغمهم حين أتوهم.

                                          [4346] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور ، عن الحسن ، قوله: فأثابكم غما بغم قال: غما والله شديدا على غم شديد، ما منهم إنسان إلا وقد همته نفسه.

                                          والوجه الثاني:

                                          [4347] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: فأثابكم غما بغم فرة بعد الفرة الأولى حين سمعوا الصوت: أن محمدا قد قتل، فرجع الكفار، فضربوهم مدبرين حتى قتلوا منهم سبعين رجلا، ثم انحازوا إلى النبي فجعلوا يصعدون في الجبل والرسول يدعوهم في أخراهم.

                                          والوجه الثالث:

                                          [4348] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة : غما بغم قال: الغم الأول: الجراح والقتل. والغم الآخر: حين سمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل، فأنساهم الغم الأخير ما أصابهم من الجراح والقتل وما كانوا يرجون من الغنيمة.

                                          والوجه الرابع:

                                          [4349] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قال: ثم ذكر إشراف أبي سفيان عليهم فقال: فأثابكم غما بغم أما الغم الأول: ما فاتكم من الغنيمة والفتح، والغم الثاني: إشراف العدو عليكم.

                                          والوجه الخامس:

                                          [4350] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا زنيج ، ثنا سلمة ، قال محمد بن إسحاق : فأثابكم غما بغم أي: كربا بعد كرب، قتل من قتل من إخوانكم، وعلو عدوكم [ ص: 792 ] عليكم، وما وقع في أنفسكم من قول من قال: قتل نبيكم، وكان ذلك مما تتابع عليكم غما بغم.

                                          قوله تعالى: لكيلا تحزنوا

                                          [4351] أخبرنا محمد بن سعد العوفي ، فيما كتب إلي، ثنا أبي، ثنا عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده عن ابن عباس ، قوله: لكيلا تحزنوا يقول: لكي لا تحزنوا على ما فاتكم، لكي لا تأسوا على ما فاتكم من القتل، وروي عن الزهري نحو ذلك.

                                          [4352] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور عن الحسن ، قوله: لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من العدو.

                                          والوجه الثاني:

                                          [4353] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة، وروي عن قتادة نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون

                                          [4354] أخبرنا محمد بن سعد ، فيما كتب إلي، حدثني أبي، ثنا عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس ، قوله: ولا ما أصابكم من الجراحة، وروي عن قتادة والزهري نحو ذلك.

                                          والوجه الثاني:

                                          [4355] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور ، عن الحسن ، قوله: ولا ما أصابكم قال: ما أصابهم في أنفسهم.

                                          والوجه الثالث:

                                          [4356] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: ولا ما أصابكم من القتل.

                                          [4357] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا محمد بن عمرو زنيج ، ثنا سلمة ، قال: قال محمد بن إسحاق : ولا ما أصابكم من قتل إخوانكم حتى فرجت ذلك عنكم.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية