الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل البكاء من خشية الله

                                                                                                          2311 حدثنا هناد حدثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم قال وفي الباب عن أبي ريحانة وابن عباس قال هذا حديث حسن صحيح ومحمد بن عبد الرحمن هو مولى آل طلحة وهو مدني ثقة روى عنه شعبة وسفيان الثوري

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عبد الرحمن بن عبد الله ) بن عتبة بن مسعود الكوفي المسعودي صدوق اختلط قبل موته ، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط من السابعة كذا في التقريب ، . ، وقال في تهذيب التهذيب : قال أبو النضر هاشم بن القاسم إني لأعرف اليوم الذي اختلط فيه المسعودي ، كنا عنده وهو يعزى في ابن له إذ جاءه إنسان فقال غلامك أخذ من مالك عشرة آلاف وهرب ، ففرغ وقام فدخل في منزله ثم خرج إلينا وقد اختلط ، انتهى ، ( عن محمد بن عبد الرحمن ) بن عبيد القرشي مولى آل طلحة ، كوفي ثقة من السادسة .

                                                                                                          قوله : ( لا يلج ) من الولوج أي لا يدخل ( رجل بكى من خشية الله ) فإن الغالب من الخشية امتثال الطاعة واجتناب المعصية ( حتى يعود اللبن في الضرع ) هذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى : حتى يلج الجمل في سم الخياط ( ولا يجتمع غبار في سبيل الله ) أي في الجهاد ( ودخان جهنم ) فكأنهما ضدان لا يجتمعان ، وقد تقدم هذا الحديث في باب فضل الغبار في سبيل الله من أبواب فضائل الجهاد .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي ريحانة وابن عباس ) ، أما حديث أبي ريحانة فأخرجه أحمد عنه مرفوعا : حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله ، وحرمت النار على عين سهرت في [ ص: 495 ] سبيل الله ، وذكر عينا ثالثة ، وأخرجه النسائي والحاكم ، وقال : صحيح الإسناد ، كذا في الترغيب ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي في باب فضل الحرس في سبيل الله من أبواب فضائل الجهاد .




                                                                                                          الخدمات العلمية