الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
كتاب الهبة قال الشيخ الإمام الأجل الزاهد شمس الأئمة ، وفخر الإسلام أبو بكر محمد بن أبي سهل السرخسي رحمه الله تعالى إملاء : اعلم بأن الهبة عقد جائز ثبت جوازه بالكتاب ، والسنة . أما الكتاب فقوله تعالى { : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } ، والمراد بالتحية : العطية ، وقيل : المراد بالتحية : السلام ، والأول أظهر ; فإن قوله : أو ردوها يتناول ردها بعينها ، وإنما يتحقق [ ص: 48 ] ذلك في العطية . وقال الله تعالى { : فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا } . وإباحة الأكل بطريق الهبة دليل جواز الهبة . والسنة : حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال { : الواهب أحق بهبته - ما لم يثبت منها } - . ولأنه من باب الإحسان ، واكتساب سبب التودد بين الإخوان ، وكل ذلك مندوب إليه بعد الإيمان ، وإليه أشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله { تهادوا تحابوا } .

التالي السابق


الخدمات العلمية