الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          كتاب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس

                                                                                                          2304 حدثنا صالح بن عبد الله وسويد بن نصر قال صالح حدثنا وقال سويد أخبرنا عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال وفي الباب عن أنس بن مالك وقال هذا حديث حسن صحيح ورواه غير واحد عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند فرفعوه وأوقفه بعضهم عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند [ ص: 485 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 485 ] ( أبواب الزهد إلخ ) هو ضد الرغبة قال في القاموس : زهد فيه كمنع وسمع وكرم زهدا وزهادة ضد الرغبة ، انتهى ، والمراد هنا ترك الرغبة في الدنيا على ما يقتضيه الكتاب والسنة .

                                                                                                          قوله : ( نعمتان ) مبتدأ ( مغبون فيهما كثير من الناس ) صفة له أو خبره ( الصحة والفراغ ) أي صحة البدن وفراغ الخاطر بحصول الأمن ووصول كفاية الأمنية ، والمعنى لا يعرف قدر هاتين النعمتين كثير من الناس حيث لا يكسبون فيهما من الأعمال كفاية ما يحتاجون إليه في معادهم فيندمون على تضييع أعمارهم عند زوالها ، ولا ينفعهم الندم قال تعالى ذلك يوم التغابن وقال صلى الله عليه وسلم : ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله فيها وفي حاشية السيوطي رحمه الله قال العلماء : معناه أن الإنسان لا يتفرغ للطاعة إلا إذا كان مكفيا صحيح البدن فقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا ، وقد يكون صحيحا ولا يكون مستغنيا فلا يكون متفرغا للعلم والعمل لشغله بالكسب ، فمن حصل له الأمران وكسل عن الطاعة فهو المغبون أي الخاسر في التجارة مأخوذ من الغبن في البيع .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا محمد بن بشار ) هو بندار ( حدثنا يحيى بن سعيد ) هو القطان أخرجه الإسماعيلي من هذا الطريق ثم قال : قال بندار بما حدث به يحيى بن سعيد ولم يرفعه كذا في الفتح .

                                                                                                          [ ص: 486 ] قوله : ( وفي الباب عن أنس بن مالك ) لينظر من أخرجه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية