الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 425 ] وهو مصدر صاد يصيد . وشرعا ( اقتناص حيوان حلال مستوحش طبعا غير مقدور عليه ) ولا مملوك فاقتناص نحو ذئب ونمر وما ند من إبل وبقر . وما تأهل من نحو غزلان أو ملك منها ليس صيدا ( والمراد به ) أي : الصيد ( هنا المصيود وهو حيوان مقتنص ) بفتح النون يعني اسم مفعول ( حلال إلى آخر الحد ) أي : متوحشة طبعا غير مقدور عليه ; ولا مملوك وهو مباح إجماعا لقوله تعالى : { أحل لكم صيد البحر وطعامه } وقوله { يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم ، واذكروا اسم الله عليه } وحديث أبي ثعلبة الخشني قال { أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنا بأرض صيد أصيد بقوسي وأصيد بكلبي المعلم وأصيد بكلبي الذي ليس بمعلم فأخبرني ماذا يصلح لي ؟ قال : أما ما ذكرت أنك بأرض صيد فما صدت بقوسك وذكرت اسم الله عليه فكل ، وما صدت بكلبك المعلم ، وذكرت اسم الله عليه فكل وما صدت بكلبك الذي ليس بمعلم فأدركت ذكاته ، فكل } متفق عليه ( ويباح ) الصيد ( لقاصده ) لما تقدم واستحسنه ابن أبي موسى ( ويكره ) الصيد ( لهوا ) لأنه عبث ، فإن ظلم الناس فيه بالعدوان على زروعهم وأموالهم فحرام .

                                                                          ( وهو ) أي : الصيد ( أفضل مأكول ) لأنه من اكتساب الحلال الذي لا شبهة فيه ( والزراعة أفضل مكتسب ) لأنها أقرب إلى التوكل لخبر { لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة } قال في الرعاية وأفضل المعاش التجارة ( وأفضل التجارة التجارة [ ص: 426 ] في بز وعطر وزرع وغرس وماشية وأبغضها في رقيق وحرف ) لتمكن الشبهة فيهما ( وأفضل الصناعة خياطة ونص ) أحمد في رواية ابن هانئ ( إن كل ما نصح فيه ف ) هو ( حسن ) قال المروذي حدثني أبو عبد الله على لزوم الصنعة للخبر .

                                                                          قال أحمد لم أر مثل الغنى عن الناس وقال في قوم لا يعملون ويقولون نحن متوكلون : هؤلاء مبتدعة ( وأردؤها ) أي : الصناعة ( حياكة وحجامة ونحوهما ) كقمامة وزبالة ودبغ . وفي الحديث { كسب الحجام خبيث } ( وأشدها ) أي : الصنائع ( كراهة صبغ وصياغة وحدادة ونحوها ) كجزارة لما يدخلها من الغش ومخالطة النجاسة . قال في الفروع : والمراد مع إمكان ما هو أصلح منها وقاله ابن عقيل

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية