الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 780 ] النوع الثاني والخمسون :

        الألقاب ، وهي كثيرة ، ومن لا يعرفها قد يظنها أسامي فيجعل من ذكر باسمه في موضع وبلقبه في آخر شخصين ، وألف فيه جماعة ، وما كرهه الملقب لا يجوز ، وما لا فيجوز . وهذه نبذ منه : معاوية الضال : ضل في طرق مكة ، عبد الله بن محمد الضعيف : كان ضعيفا في جسمه ، محمد بن الفضل أبو النعمان عارم : كان بعيدا من العرامة وهي الفساد . غندر : لقب جماعة كل منهم محمد بن جعفر ، أولهم صاحب شعبة ، والثاني يروي عن أبي حاتم ، والثالث عنه أبو نعيم ، والرابع عن أبي خليفة الجمحي وغيره ، وآخرون لقبوا به .

        غنجار : اثنان بخاريان ، عيسى بن موسى عن مالك والثوري . والثاني : صاحب تاريخها ، صاعقة محمد بن عبد الرحيم . لشدة حفظه . عنه البخاري .

        شباب : لقب خليفة صاحب التاريخ . زنيج ، بالزاي والجيم ، أبو غسان ، محمد بن عمرو شيخ مسلم .

        رسته : عبد الرحمن الأصبهاني . سنيد : الحسين بن داود . بندار : محمد بن بشار .

        قيصر : أبو النضر هاشم بن القاسم . الأخفش ، نحويون ، أحمد بن عمران متقدم ، وأبو الخطاب المذكور في سيبويه ، وسعيد بن مسعدة الذي يروى عنه كتاب سيبويه ، وعلي بن سليمان ، صاحب ثعلب والمبرد مربع : محمد بن إبراهيم . جزرة : صالح بن محمد . عبيد العجل " بالتنوين " الحسين بن محمد . كيلجة : محمد بن صالح ما غمه : هو علان ، وهو علي بن الحسن بن عبد الصمد ويجمع بينهما فيقال : علان ما غمه . سجادة : المشهور ، الحسن بن حماد . وسجادة الحسين بن أحمد . عبدان : عبد الله بن عثمان وغيره . مشكدانه ، ومطين .

        التالي السابق


        ( النوع الثاني والخمسون : الألقاب ) أي معرفة ألقاب المحدثين ، ومن يذكر معهم كما ذكره ابن الصلاح ، ( وهي كثيرة ، ومن لا يعرفها قد يظنها أسامي ، فيجعل من ذكر باسمه في موضع ، وبلقبه في آخر شخصين ) .

        كما وقع ذلك لجماعة من أكابر الحفاظ ، منهم ابن المديني ، فرقوا بين عبد الله بن أبي صالح أخي سهيل ، وبين عباد بن أبي صالح فجعلوهما اثنين ، وإنما عباد لقب لعبد الله لا أخ له باتفاق الأئمة .

        ( وألف فيه جماعة ) من الحفاظ : منهم أبو بكر الشيرازي . وأبو الفضل الفلكي . وأبو الوليد الدباغ . وأبو الفرج بن الجوزي . وآخرهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر . وتأليفه أحسنها وأخصرها وأجمعها .

        ( وما كرهه الملقب ) به من الألقاب ( لا يجوز ) التعريف به ، ( وما لا ) يكره ( فيجوز ) التعريف به .

        كذا جزم به المصنف هنا تبعا لابن الصلاح ، وتبعهما العراقي ، وليس كذلك [ ص: 781 ] فقد جزم المصنف في سائر كتبه كـ " الروضة " و " شرح مسلم " ، و " الأذكار " بجوازه للضرورة . غير قاصد غيبة ، وقد سبق على الصواب في آداب المحدث ، ثم ظهر لي حمل " ما " هنا على أصل التلقيب ، فيجوز بما لا يكره دون ما يكره .

        قال الحاكم : وأول لقب في الإسلام لقب أبي بكر الصديق ، وهو عتيق ; لقب به لعتاقة وجهه ؛ أي : حسنه .

        وقيل : لأنه عتيق الله من النار .

        ثم الألقاب منها ما لا يعرف سبب التلقيب به ، وهو كثير . ومنها ما يعرف ، ولعبد الغني بن سعيد فيه تأليف مفيد . ( وهذه نبذ منه ) أي : نوع الألقاب على غير ترتيب :

        ( معاوية ) بن عبد الكريم ( الضال ، ضل في طريق مكة ) فلقب به ، وكان رجلا عظيما .

        ( عبد الله بن محمد الضعيف ، كان ضعيفا في جسمه ) لا في حديثه .

        وقيل : لقب به من باب الأضداد ، لشدة إتقانه وضبطه ، قاله ابن حبان .

        وعلى الأول قال عبد الغني بن سعيد : رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان : الضال والضعيف .

        [ ص: 782 ] قال ابن الصلاح : وثالث وهو ( محمد بن الفضل أبو النعمان ) السدوسي ( عارم كان ) عبدا صالحا ( بعيدا من العرامة ، وهي الفساد ) .

        ونظير ذلك

        [ أبو يونس الحسن ] بن يزيد القوي ، يروي عن التابعين وهو ضعيف .

        وقيل له : القوي لعبادته .

        ويونس بن محمد الصدوق من صغار الأتباع ، كذاب .

        ويونس الكذوب في عصر أحمد بن حنبل ثقة .

        قيل له : الكذوب لحفظه وإتقانه .

        ( غندر ، لقب جماعة كل منهم محمد بن جعفر ) .

        أولهم : محمد بن جعفر البصري أبو بكر ( صاحب شعبة ) ، قدم ابن جريج البصرة فحدث بحديث عن الحسن البصري فأنكره عليه ، وأكثر محمد بن جعفر من الشغب عليه ، فقال له : اسكت يا غندر .

        [ ص: 783 ] قال ابن الصلاح : وأهل الحجاز يسمون المشغب غندرا .

        ( والثاني : ) أبو الحسين الرازي نزيل طبرستان ، ( روى عن : أبي حاتم ) الرازي .

        ( والثالث ) أبو بكر البغدادي الحافظ الجوال الوراق ، جده الحسين ، سمع الحسن بن علي العمري ، وأبا جعفر الطحاوي ، وأبا عروبة الحراني ، حدث ( عنه أبو نعيم ) الأصبهاني ، والحاكم ، وابن جميع ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، مات سنة سبعين وثلاثمائة .

        ( والرابع ) أبو الطيب البغدادي ، جده : دران ، صوفي محدث جوال ، روى ( عن أبي خليفة الجمحي ) ، وأبي يعلى الموصلي ، وعنه الدارقطني ، توفى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة .

        ( وآخرون لقبوا به ) ممن ليس بمحمد بن جعفر .

        قلت : بقي ممن لقب به واسمه محمد بن جعفر ، اثنان :

        أبو بكر القاضي البغدادي يروي عن أبي شاكر ميسرة بن عبد الله .

        وأبو بكر محمد بن جعفر بن العباس النجار ، سمع ابن صاعد ، ومنه الحسن بن محمد الخلال ، مات في المحرم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة ، ذكرهما الخطيب .

        [ ص: 784 ] وممن لقب به وليس اسمه ذلك أحمد بن آدم الجرجاني الخلنجي ، يروي عن ابن المديني وغيره .

        ومحمد بن المهلب الحراني أبو الحسين ، ذكره الشيرازي ، قال ابن عدي : كان يكذب .

        ومحمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس الهروي ، حافظ فقيه شافعي ، سمع الربيع المرادي ، روى عنه الطبراني ، ووثقه الخطيب ، ومات في رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة ، عن مائة سنة .

        ( غنجار : اثنان بخاريان :

        عيسى بن موسى ) التيمي أبو أحمد ، روى ( عن مالك والثوري ) ، قال ابن الصلاح : لقب به لحمرة وجنتيه .

        ( والثاني : ) أبو عبد الله محمد بن أحمد الحافظ ( صاحب تاريخها ) أي بخارى ، مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ( صاعقة : محمد بن عبد الرحيم ) الحافظ [ ص: 785 ] أبو يحيى ، لقب به ( لشدة حفظه ) ومذاكراته ، روى ( عنه البخاري .

        شباب ) بلفظ ضد الشيخوخة ابن خياط ، ( لقب خليفة ) العصفري ( صاحب " التاريخ " .

        زنيج ، بالزاي والجيم ) والنون مصغرا ( أبو غسان محمد بن عمرو ) الرازي ( شيخ مسلم .

        رسته ) : بالضم وسكون المهملة وفتح الفوقية ( عبد الرحمن ) بن عمر ( الأصبهاني .

        سنيد ) : مصغر ، لقب وله تفسير مسند هو ( الحسين بن داود ) المصيصي .

        ( بندار ، محمد بن بشار ) البصري شيخ الشيخين والناس .

        قال ابن الصلاح ، قال ابن الفلكي : لقب بهذا لأنه كان بندار الحديث أي : حافظه .

        وذكر الحافظ ابن حجر : أنه لقب به أيضا جماعة ، منهم :

        [ ص: 786 ] أبو بكر محمد بن إسماعيل البصلاني شيخ أبي بكر الآجري .

        وأبو الحسين حامد بن حماد ، روى عن إسحاق بن سيار وغيره .

        والحسين بن يوسف بندار ، روى عن أبي عيسى الترمذي ، وعنه ابن عدي في " الكامل " .

        ( قيصر : أبو النضر هاشم بن القاسم ) المعروف ، شيخ أحمد بن حنبل وغيره .

        ( الأخفش ) لقب به جماعة ( نحويون ) ولهم رواية أيضا ، كما خرجت ذلك في طبقات النحاة .

        أولهم : ( أحمد بن عمران ) البصري النحوي ، ( متقدم ) روى عن زيد بن الحباب وغيره ، وله غريب الموطأ ، وذكره ابن حبان في الثقات ، ومات قبل الخمسين ومائتين .

        ( و ) الثاني : الأكبر ( أبو الخطاب المذكور في ) كتاب ( سيبويه ) وهو شيخه ، عبد الحميد بن عبد المجيد ، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء ، وهو أول من فسر الشعر تحت كل بيت ، ورع ثقة .

        ( و ) الثالث : الأوسط ( سعيد بن مسعدة ) أبو الحسن البلخي ثم البصري ( الذي [ ص: 787 ] يروى ) بالضم ( عنه كتاب سيبويه ) وهو صاحبه ، روى عن هشام بن عروة والنخعي والكلبي ، وعنه أبو حاتم السجستاني ، وله " معاني القرآن " وغيره ، مات سنة عشرة ، وقيل : خمس عشرة ، وقيل : إحدى وعشرين ومائتين .

        وهو المراد حيث أطلق في كتب النحو .

        ( و ) الرابع : الأصغر ( علي بن سليمان ) بن الفضل أبو الحسن ( صاحب ثعلب ، والمبرد ) ، مات في شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة .

        وفي النحاة أخفش خامس : وهو أحمد بن محمد الموصلي ، شافعي ، في أيام أبي حامد الإسفرايني ، قرأ عليه ابن جني .

        وسادس : وهو خلف بن عمر البلنسي ، أبو القاسم ، مات بعد الستين وأربعمائة .

        وسابع : وهو عبد الله بن محمد البغدادي ، أبو محمد ، روى عن الأصمعي .

        وثامن : وهو عبد العزيز بن أحمد الأندلسي أبو الأصبغ ، روى عنه ابن عبد البر .

        وتاسع : وهو علي بن محمد المغربي الشاعر ، أبو الحسن الشريف الإدريسي ; كان حيا سنة ثنتين وخمسين وأربعمائة .

        وعاشر : وهو علي بن إسماعيل بن رجاء الفاطمي أبو الحسن .

        وحادي عشر : وهو هارون بن موسى بن شريك القارئ ، قرأ على ابن ذكوان ، وحدث عن أبي مسهر الغساني ، ومات سنة إحدى ، وقيل : اثنتين وتسعين ومائتين .

        وقد بسطت تراجم هؤلاء في طبقات النحاة .

        ( مربع ) بفتح الباء المشدودة ( محمد بن إبراهيم ) الحافظ البغدادي . ( جزرة ) [ ص: 788 ] بفتح الجيم والزاي والراء ( صالح بن محمد ) البغدادي الحافظ ، لقب بها لأنه لما قدم عمرو بن زرارة بغداد سمع عليه في جملة الخلق ، فقيل له : من أين سمعت ؟ فقال : من حديث الجزرة ، يعني حديث عبد الله بن بسر ; لأنه كان يرقي بخرزة فصحفها .

        ( عبيد العجل بالتنوين ) ، ورفع العجل ، لا بالإضافة ( الحسين بن محمد ) بن حاتم البغدادي الحافظ .

        ( كيلجة ، محمد بن صالح ) البغدادي الحافظ ، ويقال : اسمه أحمد .

        ويلقب كيلجة أيضا أبو طالب أحمد بن نصر البغدادي - شيخ الدارقطني - ذكره الحافظ ابن حجر في ألقابه .

        ( ما غمه ) بلفظ النفي لفعل الغم ( هو علان ، وهو علي بن الحسن بن عبد الصمد ) الحافظ البغدادي ، ( ويجمع ) فيه ( بينهما ) أي اللقبين ( فيقال : علان ما غمه .

        سجادة ) بالفتح ( المشهور ) بهذا اللقب ( الحسين بن حماد ) من أصحاب وكيع .

        ( و ) يلقب ( سجادة ) أيضا ( الحسين بن أحمد ) شيخ ابن عدي .

        [ ص: 789 ] ( عبدان : عبد الله بن عثمان ) المروزي صاحب ابن المبارك ، لقب به فيما نقله ابن الصلاح ، عن أبي طاهر ; لأن اسمه عبد الله ، وكنيته أبو عبد الرحمن ، فاجتمع فيهما العبدان .

        قال ابن الصلاح : وهذا لا يصح ، بل ذلك من تغيير العامة للأسماء ، كما قالوا في : علي : علان ، وفي : أحمد بن يوسف السلمي : حمدان ، وفي : وهب بن بقية الواسطي : وهبان .

        ( وغيره ) أيضا : لقب عبدان ، منهم :

        عبد الله بن أحمد بن موسى العسكري الأهوازي .

        وعبد الله بن محمد بن يزيد العسكري .

        وعبد الله بن يوسف بن خالد السلمي .

        وعبد الله بن خالد القرقساني أبو عثمان البجلي .

        وعبد الله بن عبدان بن محمد بن عبدان أبو الفضل الهمداني .

        وعبد الله بن محمد بن عيسى المروزي .

        وعبد الله بن يزيد بن يعقوب الدقيقي .

        ( مشكدانه ) بضم الميم وسكون المعجمة وفتح الكاف .

        قال ابن الصلاح : ومعناه بالفارسية : حبة المسك أو وعاؤه ، لقب عبد الله [ ص: 790 ] بن عمر بن محمد بن أبان القرشي الأموي أبي عبد الرحمن .

        ( ومطين ) بفتح الياء ، لقب أبي جعفر الحضرمي .

        قال ابن الصلاح : خاطبهما بذلك الفضل بن دكين ، فلقبا به .

        زاد غيره في الأول : لأنه كان إذا جاءه يلبس ويتطيب .

        وفي الثاني لأنه كان وهو صغير يلعب مع الصبيان في الماء فيطينون ظهره ، فقال له أبو نعيم : يا مطين لم لا تحضر مجلس العلم .




        الخدمات العلمية