الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    46 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وفي آل عمران: قل آمنا بالله وما أنزل علينا .

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    لما صدر آية البقرة بقوله: (قولوا) وهو خطاب للمسلمين ردا على قول أهل الكتاب: كونوا هودا أو نصارى قال: (إلينا) ولما صدر آية آل عمران بقوله: (قل) قال: (علينا).

                                                                                                                                                                    والفرق بينهما: أن (إلى) ينتهى بها من كل جهة، و(على) لا ينتهى بها إلا من جهة واحدة وهي: العلو.

                                                                                                                                                                    والقرآن يأتي المسلمين من كل جهة يأتي مبلغه إياهم منها، [ ص: 108 ] وإنما أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهة العلو خاصة، فحسن وناسب قوله: (علينا) لقوله: (قل) مع فضل تنويع الخطاب.

                                                                                                                                                                    وكذلك أكثر ما جاء في جهة النبي - صلى الله عليه وسلم - بـ(على) وأكثر ما جاء في جهة الأمة بـ(إلى) .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية