الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 485 ] 11- باب: ذكر الآيات اللواتي ادعي عليهن النسخ في سورة الرعد

ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ، قد توهم بعض المفسرين أن هذه الآية منسوخة ، لأنه قال: المراد بالظلم هاهنا الشرك ثم نسخت بقوله:إن الله لا يغفر أن يشرك به .

وهذا التوهم فاسد ، لأن الظلم عام ، وتخصيصه بالشرك هاهنا يحتاج إلى دليل ، ثم إن كان المراد به الشرك فلا يخلو الكلام من أمرين: إما أن يراد به التجاوز عن تعجيل عقابهم في الدنيا ، أو الغفران لهم إذا رجعوا عنه ، وليس في الآية ما يدل على أنه يغفر للمشركين إذا ماتوا على الشرك .

ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ، [ ص: 486 ] روى علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قوله: فإنما عليك البلاغ نسخ بآية السيف وفرض الجهاد ، وكذلك قال قتادة : وعلى ما سبق تحقيقه في مواضع من أنه ليس عليك أن تأتيهم بما يقترحون من الآيات إنما عليك أن تبلغ ، تكون محكمة ولا يكون بينها وبين آية السيف منافاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية