الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حكم الترتيل

[فصل]

وينبغي أن يرتل قراءته، وقد اتفق العلماء - رضي الله عنهم - [ ص: 89 ] على استحباب الترتيل ، قال الله تعالى: ورتل القرآن ترتيلا

وثبت عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها نعتت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قراءة مفسرة حرفا حرفا . رواه أبو داود والنسائي والترمذي ، قال الترمذي : حديث حسن صحيح.

وعن معاوية بن قرة - رضي الله عنه - عن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه – قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح، يرجع في قراءته رواه البخاري ومسلم .

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما – قال: لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله .

وعن مجاهد أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران والآخر البقرة وحدها، وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما واحد سواء؟ فقال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل.

[ ص: 90 ] وقد نهي عن الإفراط في الإسراع، ويسمى الهذرمة .

[ ص: 91 ] فثبت عن عبد الله بن مسعود أن رجلا قال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال عبد الله بن مسعود : هكذا هكذا الشعر، إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع رواه البخاري ومسلم ، وهذا لفظ مسلم في إحدى رواياته.

قال العلماء: والترتيل مستحب للتدبر ولغيره .

قالوا: يستحب الترتيل للعجمي الذي لا يفهم معناه؛ لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام، وأشد تأثيرا في القلب.

التالي السابق


الخدمات العلمية