الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في النهي عن سب الرياح

                                                                                                          2252 حدثنا إسحق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به قال وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وعثمان بن أبي العاص وأنس وابن عباس وجابر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبي بن كعب ) بن قيس الأنصاري الخزرجي ، كنيته أبو المنذر سيد القراء ، ويكنى أبا الطفيل أيضا من فضلاء الصحابة اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا قيل سنة تسع عشرة وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل غير ذلك .

                                                                                                          قوله : ( لا تسبوا الريح ) فإن المأمور معذور ، وفي حديث ابن عباس الذي أشار إليه الترمذي : لا تلعنوا الريح فإنها مأمورة ، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ( فإذا رأيتم ما تكرهون ) أي ريحا تكرهونها لشدة حرارتها أو برودتها أو تأذيتم لشدة هبوبها ( فقولوا ) أي راجعين إلى خالقها وآمرها ( اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح ) أي خير ذاتها ( وخير ما فيها ) أي [ ص: 436 ] من منافعها كلها ( وخير ما أمرت به ) أي بخصوصها في وقتها ، وهو بصيغة المفعول .

                                                                                                          وقال الطيبي : يحتمل الفتح على الخطاب ( وشر ما أمرت به ) على بناء المفعول ليكون من قبيل أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وقوله صلى الله عليه وسلم : الخير كله بيدك والشر ليس إليك .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة إلخ ) أما حديث أبي هريرة فأخرجه الشافعي وأبو داود وابن ماجه والبيهقي في الدعوات الكبير كذا في المشكاة ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي في باب اللعنة من أبواب البر والصلة وأما أحاديث بقية الصحابة فلينظر من أخرجها .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه النسائي في اليوم والليلة .




                                                                                                          الخدمات العلمية