الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1715 - ذكر مسيلمة الكذاب وادعائه النبوة

                                                                                            4435 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، ثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنبأ جعفر بن عون ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، عن أبيه قال : جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إن ها هنا قوما يقرءون من قراءة مسيلمة ، فقال عبد الله : " أكتاب غير كتاب الله ، أو رسول غير رسول الله بعد فشو الإسلام ؟ " فرده فجاء إليه بعد ، فقال : يا عبد الله ، والذي لا إله غيره أنهم في الدار ليقرءون على قراءة مسيلمة ، وإن معهم لمصحفا فيه قراءة مسيلمة ، وذلك في زمان عثمان رضي الله عنه ، فقال عبد الله لقرظة وكان صاحب خيل : " انطلق حتى تحيط بالدار فتأخذ من فيها " ، ففعل فأتاه بثمانين رجلا ، فقال لهم عبد الله : " ويحكم أكتاب غير كتاب الله تعالى ، أو رسول غير رسول الله ؟ " فقالوا : نتوب إلى الله ، فإنا قد ظلمنا ، فتركهم عبد الله لم يقاتلهم ، وسيرهم إلى الشام ، غير رئيسهم ابن النواحة أبى أن يتوب ، فقال عبد الله لقرظة : " اذهب فاضرب عنقه ، واطرح رأسه في حجر أمه ، فإني أراها قد علمت فعله ففعل ، ثم أنشأ عبد الله يحدث بحديث ، فقال : إن هذا جاء هو وابن أثال رسولين من عند مسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " تشهد أني رسول الله ؟ " فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تشهد أن مسيلمة رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لولا إنك رسول لقتلتك " فجرت السنة يومئذ أن لا يقتل رسول " .

                                                                                            هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية