الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 629 ] سورة والمرسلات

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (1) قوله: عرفا : فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه مفعول من أجله، أي: لأجل العرف وهو ضد النكر. والمراد بالمرسلات: إما الملائكة، وإما الأنبياء، وإما الرياح أي: والملائكة المرسلات، أو والأنبياء المرسلات، أو والرياح المرسلات. والعرف: المعروف والإحسان. قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      4454 - من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس



                                                                                                                                                                                                                                      وقد يقال: كيف جمع صفة المذكر العاقل بالألف والتاء، وحقه أن يجمع بالواو والنون؟ تقول: الأنبياء المرسلون، ولا تقول: المرسلات. والجواب: أن المرسلات جمع مرسلة، ومرسلة صفة لجماعة من الأنبياء، فالمرسلات جمع "مرسلة" الواقعة صفة لجماعة، لا جمع "مرسل" المفرد. الثاني: أن ينتصب على الحال بمعنى: متتابعة، من قولهم: جاؤوا كعرف الفرس، وهم على فلان كعرف الضبع، إذا تألبوا عليه. الثالث: أن ينتصب على إسقاط الخافض أي: المرسلات بالعرف. [ ص: 630 ] وفيه ضعف، وقد تقدم الكلام على العرف في الأعراف. والعامة على تسكين رائه، وعيسى بضمها، وهو على تثقيل المخفف نحو: "بكر" في بكر. ويحتمل أن يكون هو الأصل، والمشهورة مخففة منه، ويحتمل أن يكونا وزنين مستقلين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية