الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في قتال الترك

                                                                                                          2215 حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعبد الجبار بن العلاء قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة قال أبو عيسى وفي الباب عن أبي بكر الصديق وبريدة وأبي سعيد وعمرو بن تغلب ومعاوية وهذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في قتال الترك ) اختلف في أصل الترك ، فقال الخطابي : هم بنو قنطوراء أمة كانت لإبراهيم عليه السلام ، وقال كراع هم الديلم وتعقب بأنهم جنس من الترك وكذلك ألغز ، وقال أبو عمر : وهم من أولاد يافث وهم أجناس كثيرة ، وقال وهب بن منبه هم بنو عم يأجوج ومأجوج لما بنى ذو القرنين السد كان بعض يأجوج ومأجوج غائبين فتركوا لم يدخلوا مع قومهم فسموا الترك ، وقيل إنهم من نسل تبع ، وقيل من ولد أفريدون بن سام بن نوح ، وقيل ابن يافث لصلبه ، وقيل ابن كومي بن يافث كذا في الفتح .

                                                                                                          قوله : ( وعبد الجبار بن العلاء ) بن عبد الجبار العطار البصري أبو بكر نزيل مكة ، لا بأس به من صغار العاشرة .

                                                                                                          قوله : ( حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ) بفتحتين وسكون ، قيل المراد به طول شعورهم حتى تصير أطرافها في أرجلهم موضع النعال ، وقيل المراد أن نعالهم من الشعر بأن يجعلوا نعالهم من شعر مضفور ، ووقع في رواية مسلم من طريق سهيل عن أبيه عن أبي هريرة : لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوما كأن وجوههم المجان المطرقة ، يلبسون الشعر ، ويمشون في الشعر ، وزعم ابن دحية أن المراد به القندس الذي يلبسونه في الشرابيش ، قال وهو جلد كلب الماء ذكره الحافظ ، قلت : والظاهر هو القول الثاني يدل على ذلك رواية مسلم المذكورة ( كأن وجوههم المجان ) بفتح الميم وتشديد النون جمع المجن بكسر الميم : وهو الترس ( المطرقة ) بضم الميم وفتح [ ص: 383 ] الراء المخففة المجلدة طبقا فوق طبق ، وقيل هي ألبست طرقا أي جلدا يغشاها ، شبه وجوههم بالترسة لبسطها وتدويرها ، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها ، قوله : ( وفي الباب عن أبي بكر الصديق وبريدة وأبي سعيد وعمرو بن تغلب ومعاوية ) أما حديث أبي بكر فأخرجه الترمذي في باب من أين يخرج الدجال ، وأما حديث بريدة فأخرجه أبو داود ، وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن ماجه وأما حديث عمرو بن تغلب فأخرجه البخاري وابن ماجه ، وأما حديث معاوية فأخرجه أبو يعلى : ذكر الحافظ لفظه في الفتح في علامات النبوة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية